عززت دور الايواء السياحي مكاسبها خلال الموسم الحالي بعد ان شهدت خلال الصيف حركة تشغيلية كثيفة واستفادت في شهر الصوم من تدفق المعتمرين والزوار من مختلف المناطق الى العاصمة المقدسة والمكوث في الطائف للاستراحة قبل وبعد أداء العمرة، وشهد قطاع الايواء السياحي من فنادق وعمائر للشقق المفروشة والأجنحة وفلل وموتيلات ومنتجعات سكنية سياحية حجوزات لأيام العيد وايام الاجازة المتبقية خلال شهر شوال، كما سجلت الاستراحات الاستثمارية حجوزات مبكرة من الراغبين في تجميع عوائلهم في أجواء بعيدة عن المنازل كنوع من التغيير، كما سجلت المطابخ حجوزات مبكرة لإعداد المأكولات الشعبية التي تشتهر بها الطائف مثل الندي والسليق والزربيان والكابلي والمندي والمديني والبخاري والعربي، وذلك لمناسبات العيد، وأكد عاملون بمطابخ الطائف الكبرى أن الحجوزات ستجعل هذه المطابخ تعمل بطاقتها القصوى كما ان هناك العديد من المطابخ اوقفت استقبال الطلبات نظرا لعدم قدرتها على استيعاب المزيد من الطلبات. وأوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالطائف طارق محمود خان أن الطائف اشتهرت بجمال طبيعتها ومناخها المعتدل طوال العام، ما جعلها مقصداً سياحياً لا يرتبط بموسم معين، ساعد في ذلك جهود الجهات الحكومية المعنية بالسياحة بتعزيز البنية التحتية وتدعيم الخدمات، فما يكاد أن ينقضي مهرجان حتى يبدأ آخر، كما هو الحال مع موسم الصيف الذي تعيشه الطائف هذه الأيام، حيث يجذب المناخ الذي يميل الى الاعتدال مروراً بالمناظر الخلابة في مرتفعات الطائف الزائرين والسياح والمصطافين الذين توافدوا منذ الأسبابيع الماضية على مدينة الورد ينشدون الاصطياف والاستمتاع في مدينة توفرت فيها كافة الخدمات والمرافق الترويحية. بدورها قامت امانة الطائف بتهيئة المواقع والمتنزهات، وتجميل الشوارع والميادين، ووضعت خطة تشغيلية لجميع المتنفسات العامة مثل متنزه الملك عبدالله بالنسيم وحديقة الجال بوادي وج ومتنزهات الهدا والشفا ووسط الطائف كحديقة العنود، وسيكون هناك تركيز على المواقع السياحية لدعم جهود النظافة والاصحاح البيئي خلال الفترة المقبلة بما يوازي حجم الاقبال عليها. وأشار أمين عام لجنة التنشيط السياحي الدكتور محمد قاري السيد إلى أن اللجنة وضعت من ضمن خططها أن تكون محافظة الطائف مدينة مهرجانات طوال العام، حيث البداية بمهرجان الورد، تليه فعاليات الصيف المستمرة على مدى 3 أشهر، ويتزامن معها فعاليات العيد، ثم مهرجان الشتاء، الذي سيشهد هذا العام فعاليات أكثر تنوعا، علاوة على مهرجان سوق عكاظ الثقافي، ومهرجان العسل، والسيارات المعدلة وغيرها مما يثبت أن الطائف في حركة سياحية طوال العام. وألمح الباحث السياحي عيسى القصير إلى أن الطائف ارتبطت بالتنزه حتى قبل أن تصبح السياحة في بلادنا صناعة، وأصبحت حالياً تنال الكثير من اهتمام القيادة رعاها الله، من خلال استحداث جهات حكومية مسؤولة عنها وتخصيص ميزانيات ضخمة لها، لتقدم الدور المنوط بها على أكمل وجه، واسترجع القصير ذكرياته قبل 40 عاماً في الطائف القديم، حيث كانت المدينة تحتضن 150 بستاناً في حي المثناة، والتي لا يزال البعض منها موجوداً حتى الآن، وتحوي أنواعا مختلفة من اشجار الفاكهة، وكانت منتجعاً سياحياً وملتقى للأدب والثقافة، ومرتعاً للفنون الشعبية حيث تقام الأمسيات الثقافية وعروض الفلكلور الشعبي فيها بشكلٍ يومي، مما يجعل المصطافين يتوافدون للاستمتاع بها من كافة أرجاء الوطن الغالي. زيادة تشغيل المنتجعات والقرى السياحية انتعاش الإقبال على المواقع السياحية