عزيزي السديري أسطر لكم هذه الرسالة تعليقاً على المقال المنشور بصحيفة الرياض في 25 يوليو 2013 والذي يحمل توقيع محمد بن علي المحمود بعنوان "ما بعد الإخوان والتطلعات الاردغانية.. الديمقراطية إلى أين؟" أود أن أشير إلى أن المقال يتضمن العديد من المزاعم المغلوطة وغير المؤسسة وغير المقبولة عن تركيا، وعن السياسة الخارجية التركية وعن السلطات التركية. أجزم إنكم تشاطرونني مبدأ أن أي حرية، بما فيها حرية التعبير ينبغي أن تمارس بمسؤولية وجدية، بيد أن كاتب المقال فيما يبدو لا يشعر بأنه لا يتقيد بمثل هذه المبادئ ولا بالحاجة إلى التقيد باللغة المناسبة لا سيما لدى مخاطبته السلطات العليا المحترمة في الدول الأخرى، إننا جميعا حساسون للغاية تجاه هذا الأمر، وفي حين أنني أشجب بقوة الموقف غير المسؤول وغير الأخلاقي في المقال المؤسف، فإنني اعترض على التعابير العدائية وغير اللائقة الواردة فيه وأردها إلى كاتبه. عزيزي السديري بهذه المناسبة أود أن أؤكد على بعض النقاط: * إن جمهورية تركيا والمملكة العربية السعودية دولتان ذواتا عقيدة مشتركة ومصالح إستراتيجية مشتركة ومسؤوليات مشتركة، وأن علاقاتهما وتعاونهما سيواصلان النمو والتطور على هذه الأسس، وينبغي علينا جميعا أن نؤمن بها ونسهم فيها، إن علاقاتنا ترتكز على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين دولتين ذواتا سيادة. وينسحب هذا أيضا على دول العالم قاطبة. * الإمبراطورية العثمانية، وهي جزء من إرثنا المشترك، لم تعمل على خدمة الإسلام فحسب، بل أيضا على خدمة البشرية جمعاء، وبما أنها اتخذت مكانتها المشرقة المجيدة في التاريخ فإنني أستغرب أن تصنف الإمبراطورية العثمانية كإمبراطورية استبدادية، فحتى الآن لم يشكك أحد قط في مقارباتها التسامحية بالمقارنة مع النماذج الأخرى، والواقع أن كلمة استبداد استوردت من قواميس لغات أخرى. * لا يوجد "سلطان عثماني جديد" في تركيا، فمنذ عام 1950 فإن الحكومات تتغير كنتاج لانتخابات حرة، ويتم الحكم على الحكومات من قبل الأمة التركية وفقا لأدائها وليس بموجب التطورات في الدول الأخرى. * الحكومة التركية تنتهج سياسة سلمية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، إننا نعمل يدا بيد مع المملكة العربية السعودية على المستوى الثنائي وفي سياق المنظمات الدولية بما فيها منظمة التعاون الإسلامي، كما أنتهز هذه الفرصة لأستدعي إلى الأذهان جهود ومقترحات الحكومة التركية لتحسين العلاقات مع ارمينيا، وعملية إرساء المزيد من دعائم الديمقراطية في تركيا. * إن تركيا تحترم النسق الدستوري والسيادي لكل وأي دولة، وفيما يتعلق بمصر، فان تركيا لا تحابي طرفا دون طرف آخر في الأمة المصرية، بل تحتضن الأمة المصرية ككل، ونشعر بقلق عميق تجاه مستقبل كل مواطن في مصر، إننا نعتقد أن القيم والمبادئ هي التي تهم، ومن ثم فإنه لا ينبغي التغاضي عن تعطيل الشرعية الدستورية والديمقراطية من خلال التدخل العسكري. إننا نشعر بأسى بالغ تجاه قتل الإنسان أخيه الإنسان في مصر، كما أننا نشعر بقلق عميق ليس تجاه استقرار مصر ومنطقتنا فحسب بل أيضا تجاه صورة الإسلام على مستوى العالم. وتتمنى تركيا أن تستعيد مصر حكومة مدنية تستمد قوتها من شرعية دستورية وإرادة حرة من قبل الشعب المصري. عزيزي السيد رئيس التحرير إننا منفتحون تماما للنقاش البناء حول القضايا التي تمس دولتنا وتعاوننا المهم مع المملكة العربية السعودية، ونتوقع أن يثق إخواننا وأخواتنا السعوديون كافة في مستقبل العلاقات بيننا وأن يسهموا فيها دعما وتعزيزا. ألتمس أن يتم نشر هذه الرسالة في صحيفتكم بأسرع ما يمكن حتى يطلع عليها الشعب السعودي الصديق. كما أنتهز هذه الفرصة السانحة لأتقدم إليكم باسمي آيات التبريكات والأمنيات بمناسبة شهر رمضان وعيد الفطر المبارك. * سفير جمهورية تركيا