سارعت أمس الخميس شخصيات سياسية فرنسية عديدة إلى التنديد باغتيال المعارض التونسي محمد البراهمي أمام منزله في ضاحية العاصمة التونسية. واغتيل البراهمي، برصاص مجهولين أمام منزله بحي الغزالة من محافظة أريانة المحاذية لتونس العاصمة. وأعلنت الخطوط الجوية التونسية المملوكة للحكومة أمس الخميس انها ستلغي كل الرحلات اليوم الجمعة استجابة للاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد العام للشغل بعد العملية. وقال بيان من الخطوط التونسية ارسل لرويترز عبر البريد الالكتروني «بعد الاعلان عن الاضراب العام تعلم الخطوط التونسية كل المسافرين أن كل الرحلات من وإلى تونس يوم الجمعة ستلغى». وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مقدمة الشخصيات الفرنسية المنددة بالجريمة والمطالبة بالكشف عن مرتكبيها بسرعة سعيا إلى تجنيب تونس هزات وفترة عدم استقرار لا حاجة بها إليها. فقد عزى الرئيس الفرنسي أسرة النائب التونسي المغتال وأقرباءه وقال في بيان صادر عن قصر الإيليزيه إنه لابد من بذل كل الجهود للكشف عن مرتكبي الاعتداء على محمد البراهمي وكذا الشأن بالنسبة إلى المعارض التونسي الآخر شكري بلعيد الذي اغتيل أمام منزله في ضواحي العاصمة التونسية في شهر فبراير الماضي. وجاء في البيان ذاته أن الرئيس الفرنسي " يدعو كل القوى السياسية والاجتماعية في تونس للتحلي أكثر من اللزوم بروح المسؤولية للحفاظ على الوحدة الوطنية وضمان مواصلة الفترة الانتقالية". أما برتران دولانويه عمدة مدينة باريس والمولود في تونس فإنه ندد أمس بدوره في بيان وزع على وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية بعملية اغتيال محمد البراهمي المعارض التونسي الذي أسس قبل بضعة أسابيع حركة سياسية سماها "التيار الشعبي". وقال دولانويه إن هذه العملية مؤشر على تجاوز حد جديد في العنف السياسي الذي تشهده تونس بعد قيام ثورة الياسمين. وأضاف عمدة بلدية باريس يقول إن العملية تشكل "محاولة جديدة لزعزعة بلد وشعبه لا يصبوان إلا للعيش في كنف الديمقراطية والسلام". وتساءلت وسائل إعلام فرنسية كثيرة عن مغزى حصول عملية الاغتيال الجديدة في تونس ضد شخصيات تابعة للمعارضة غداة تصريحات أدلى بها نور الدين البحيري أحد قياديي حزب " حركة النهضة " التونسية ومستشار رئيس الحكومة والتي قال فيها إن وزارة الداخلية التونسية ستكشف بالتفصيل عما قريب عن كل المعلومات المتصلة بظروف اغتيال شكري بلعيد. ورأت بعض وسائل الإعلام أن توقيت اغتيال البراهمي إنما هو رسالة واضحة للحكومة التونسية بعدم المضي قدما للكشف عن حقيقة اغتيال بلعيد ومن بعده البراهمي. وقال شوشان خليفة، المكلف بالإعلام في "التيار الشعبي" الذي أسّسه البراهمي في منتصف الشهر الجاري، إن مجهولين هاجموا البراهمي داخل منزله وأمطروه بعدة رصاصات ثم لاذوا بالفرار. وبحسب مصادر طبية، فإن البراهمي (58 عاماً) تلقى 11 رصاصة. وكان البراهمي استقال مطلع الشهر الجاري من الأمانة العامة لحركة الشعب، مبرراً ذلك بالعطل التنظيمي والسياسي للحركة، وأسّس حزب "التيار الشعبي" والذي أصبح منسّقه العام، وهو معروف بمواقفه المنتقدة لحركة النهضة والأخوان المسلمين.