ببادرة من حرم السفير الدنماركي لدى المملكة السيدة بيا كونكسفيلت، افتتحت فنانات سعوديات مطلع شهر يونيو الحالي، معرض فنياً بعنوان "سيدات الرياض.. فنون وحقائق" بمتحف السيدات (Women's Museum) بمدينة آرهوس شرق مملكة الدنمارك ويستمر حتى منتصف شهر أغسطس المقبل. احتوى المعرض على عدد من الأعمال الفنية، ذات رسائل بصرية بعيون الفنانات حول الثقافة والتراث السعودي، بالإضافة لصور عن السياحة السعودية ببيئاتها المتنوعة وثقافاتها المختلفة من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية بمختلف مناطقها. وقالت السيدة بيا كونكسفيلت إبان افتتاحها للمعرض: "إبراز نجاحات الفتاة السعودية، وإنجازاتها من أهم المواضيع التي برأيي يجب أن يطلع عليها المجتمع في الدنمارك". وعبرت السيدة ميريتي ايبسن، مديرة المتحف أن هذا المعرض السعودي لم يكن الأول، وإنما استضيف قبل بضع سنوات معرضا تحدث عن حياة وانجازات خمس سيدات سعوديات مبدعات، وهن: سلوى القنيبط، وشقيقاتها مها، وهالة، وعواطف، ومنيرة. وأوضحت السيدة ايبسن أن المتحف اهتم بمعرض مماثل، وتوثيقي يصور الحياة العامة للمرأة في السعودية، ويهتم بتقديم صورة متوازنة عنها في المعارض الدولية، حيث تم عرض صور فوتوغرافية، وأعمال فنية، وأخبار من الصحف المحلية والدولية عن أحداث مفصلية غيرت من وضعها كانضمامها لمجلس الشورى، وعرض أبرز منجزاتها في مجالات مختلفة. واشتمل المعرض على عرض، لمنجزات فردية لسيدات سعوديات ومنهن كأبحاث الدكتورة خولة الكريّع، عضو مجلس الشورى السعودي، بالإضافة لعرض أعمال فنية مختلفة من صور فوتوغرافية كمشاركة المصورتين أسماء آل شيبان والعنود اليوسف ولوحات فن تشكيلي، وتحف فنية مشغولة بأيدي سعودية. وعرضت التشكيلية بدور السديري، الحاصلة على جائزة التميز في بينالي لندن للفن المعاصر بالعاصمة البريطانية لندن، اللوحة التي مثلت فيها المملكة العربية السعودية، بعمل معاصر يحكي تراث وثقافة الوطن من خلال لوحة التمور التي أسمتها (غذاء الفقير وحلوى الغني) والمستوحاة من تمور محافظة (الغاط) شمال مدينة الرياض، ليطلع زوار المعرض السعودي عن جانب هام وهو اهتمام المملكة بالنخيل والتمور وارتباطه بالثقافة السعودية منذ القدم. وذكرت بدور السديري، بأن المعرض فرصة كبيرة لاطلاع الزوار الدنماركيين، على انجازات الشباب في السعودية، وعلى ما تشهده المملكة من حراك ثقافي وفني من قبل مبدعات سعوديات, وبالتالي يأتي دورنا كفنانين لإبراز ثقافة الوطن وتراثه بأبهى صورة والجمال الذي تحويه مناطقنا من خلال المعرض والمواضيع التي تحكي عنها أعمال الفنان. وأضافت الفنانة السديري: "تم اختيار عملي (التمور) وطباعته على بطاقات للزوار، وخلف الصورة وصفة لأحد أشهى الأطباق المصنوعة من التمور، كامتداد للعمل، لتكون تمور المدن السعودية ذكرى جميلة في منازل الدنماركيين عبر هذا العمل المعاصر". فيما أشارت المصممة الشابة العنود سليمان اليوسف، أن مشاركتها بأعمال فوتوغرافية تحكي عن التراث السعودي، جاء من وحي ملاحظتها عن غياب الفنانة السعودية عن المشهد العام للمعارض الدولية، فضلاً عن الصورة الخاطئة عن المرأة السعودية على المستوى الدولي. وحصلت اليوسف على جائزة لينكس أكاديمي، بعد تمثيلها للمملكة العربية السعودية في مهرجان لينكس (المهرجان الدولي للدعاية والإعلان) في إمارة دبي. وشاركت في معرض "سيدات الرياض" في تصميم الشكل العام للمعرض وطريقة عرض الصور، وأشرفت على تصميم البوستر الخاص بالمعرض. الجدير بالذكر أن المتحف على مر السنين أنتج سلسلة طويلة من المعارض الخاصة والموضوعات التاريخية والمعارض الثقافية والتاريخية والمعارض الفنية، كونه متحفا متخصصا وطنيا، فهو يتعاون على نطاق واسع مع متاحف أخرى في الدنمارك، والدول الاسكندينافية، ومتاحف على المستوى الدولي. ويعتبر هذا المتحف العريق، مزاراً هاماً في هذا الوقت من العام، حيث يزيد إقبال الزوار في فصل الصيف على المتاحف الكبرى. ومنح المعرض السعودي، رعاية من وزارة الشؤون الخارجية الدنمركية، ولاقى اهتماماً من المهندسين المعماريين "هينينغ لارسن"، وفندقي "رويال كوبنهاجن" و"هلنان" في مدينة آرهوس.