توجه رئيس «كتلة المستقبل» النيابية النائب سعد رفيق الحريري إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في تشجيع وتقبل التعازي بوفاة المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله. وأصدر النائب الحريري قبيل مغادرته بيروت إلى الرياض بيان النعي الآتي: فقدت الأمة العربية والإسلامية رجلاً عظيماً من رجالها الافذاذ الذين نذروا حياتهم لخدمة شعوب هذه الأمة وتطلعاتها وكفاحها الدؤوب في سبيل كرامة العرب وعزة الإسلام والدفاع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف. إن غياب المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لا يشكل خسارة للمملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها فحسب، بل هو خسارة لكل بلد عربي ولكل بلد إسلامي وتحفظ ذاكرته الانجازات الكبرى التي حققتها المملكة في عهد الراحل الكبير، وكانت جزءاً لا يتجزأ من النهج الذي ارساه الملك فهد في دعم الشعوب الطامحة إلى التنمية والتقدم. ونحن في لبنان الذي احبه الملك فهد واعطاه من جهده وقلبه ووقته ما لن ينساه شعب لبنان ابداً نشعر بجسامة الخسارة، مستذكرين وقوف المملكة إلى جانبنا في كل منعطف من منعطفات حياتنا السياسية والاقتصادية. لقد وقف الملك فهد - رحمه الله - مع لبنان وشعبه في أحلك الساعات، وهو لم يتخل يوماً عن التزاماته تقديم الدعم والمساعدة للبنان ومشاركة اللبنانيين في مواجهة المؤامرات التي تعرضوا لها وصولاً إلى انجاز الوفاق الوطني وانهاء الحرب الاهلية الداخلية برعاية مباشرة منه رحمه الله، تجسدت في مؤتمر الطائف والاتفاق الذي انبثق عنه. إن اللبنانيين الذين يودعون اليوم هذا القائد العربي الكبير سيحفظون في سجل من ذهب كل مساهمات الملك فهد بن عبدالعزيز في اعادة الاعتبار للدولة اللبنانية وارتباط اسمه واسم المملكة وقيادتها باعادة اعمار لبنان ودعم مسيرة تأهيل البنى البشرية والاقتصادية والاجتماعية وتجديد الثقة بدور لبنان ومكانته في محيطه العربي وفي العالم. ولا يسعني هنا إلا ان أذكر العاطفة الابوية والأخوية التي لطالما شمل بها المغفور له خادم الحرمين الشريفين الدولة اللبنانية وحكومتها وخص بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري - رحمه الله - في سنوات كفاحه في المملكة العربية السعودية. كما في سنوات نضاله من أجل اعادة اعمار لبنان واستعادة دوره الحضاري ورسالته الإنسانية المميزة. إن تاريخ المملكة العربية السعودية حافل بتقديم الرجال الكبار الذين قدموا لامتنا أروع الصور من رجال الدولة الحقيقيين والذين كانوا على الدوام في مستوى التحديات، كما في مستوى الآمال المعقودة عليهم من شعب المملكة ومن سائر الشعوب الشقيقة والصديقة، التي تتطلع هذه الايام بكل أمل وثقة إلى الخلف العظيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الامين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وإلى سائر أفراد القيادة السعودية. إني اتوجه باسمي وباسم عائلتي وباسم «تيار المستقبل» وكتلته النيابية بأحر التعازي إلى شعب المملكة وحكومتها وقيادتها، مجدداً اعلان الوفاء للمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو الذي كان إلى جانب المغفور له من صانعي نهضة المملكة والمدافعين عن قضايا الأمة العربية والإسلامية والداعمين لمسيرة النهوض بلبنان في كل المحافل. انه قضاء الله وقدره الذي نسلم به مؤمنين ونتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ان يحمي المملكة وشعبها وقيادتها وملكها، وان يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان، {إنا لله وإنا إليه راجعون}.