لنتحدث عن الأفلام! أفلام الصيف! عوالم جمع عالم بفتح اللام! أظن أنها هكذا تجمع وإن كنت أخطأت فإنني أرجو أن لا يغضب مني المتخصصون في اللغة العربية لأنني لا أعرف جمع كلمة عالم! «حرب العوالم» عنوان لفيلم صيفي تسابق الناس لمشاهدته رغبة في التسلية أو تمضية الوقت أو تحت تأثير الدعايات المكثفة التي قام بها بطل الفيلم «توم كروز» والذي لم يترك برنامجا تلفزيونيا إلا وظهر فيه، و«توم كروز» عندما يريد أن يمثل فإنه يحب أن يكون البطل الوحيد. والفيلم مقتبس من رواية خيال علمي ومن اخراج ستيفين سبيلبيرج الذي يعشق هذه النوعية من الأفلام، بدءاً من فيلم «إي تي» الذي شاهدناه أطفالا ومرورا بالسلسلة التلفزيونية «المختطف» Taken، فهو دائما فيما يقدمه يتحدث عن الكائنات الأخرى أو العالم الآخر أقصد العوالم الأخرى فهذا عشقه على ما أظن وظني قد يكون خاطئا. الفيلم يحكي عن غزو فضائي من نوع آخر، عن أجهزة مدفونة تحت الأرض منذ آلاف السنين يتم إنعاشها وتحريكها لتدمير البشرية من قبل كائنات فضائية لا تفهم إلا لغة القتل ومص الدماء، هذا كله نراه في حكاية البطل وابنته وابنه، الذين يحاولون الهروب من هذا الدمار، ورحلة الهروب هذه تعرفك على نفوس البشر الذين في لحظة لا يفكرون إلا في أنفسهم ويقتلون للاقتراب من أمل للنجاة في هذه اللحظة يتحولون إلى حيوانات مفترسة! ولأن بطل القصة يريد أن يعيش هو وابنته فإنه لا يتورع عن قتل شخص أواه وخبأه ومد له يد المساعدة، ودافعه في هذه اللحظة هو الخوف..الرغبة في البقاء، وهي مبررات قد تبدو معقولة في سياق القصة! الجانب الإنساني في الفيلم هو أنه يذكرك أنه في الظروف غير الاعتيادية لن يتصرف الإنسان بطريقة عادية، هذه الجملة قد تثير أعصاب أي متخصص في اللغة لأنها ركيكة! كما قلت لكم جمال الفيلم في طريقة الإخراج... في اللقطات المحكمة التي تجعلك تتخيل الحدث وليس بالضرورة أن تراه، كما في لقطة سقوط الطائرة على المنزل الذي اختبأ فيه البطل مع أبنائه. توم كروز في الفيلم لا يهزم هذه الكائنات الغريبة كعادته في كل أفلامه بل يحاول أن يهرب منها لنتذكر أن المواجهة ليست دائما أفضل طرق الفوز أحيانا نحتاج للهرب أو الاختباء أو الانزواء ونحن نحبس أنفاسنا حتى لا ينتبه لنا أحد. تنهزم القوى الغريبة لأنها لا تملك قدرة مناعية تحميها من أصغر الكائنات الحية! كنت أظن أن أفلام الخيال العلمي خلقت لتسلية المهووسين وأصحاب مرحلة عمرية معينة ولم أكن أظن أنها يمكن أن تدفعني للتفكير أو الكتابة! لكنني تعلمت اليوم أن أشياء كثيرة ومختلفة قد تحفزنا على التفكير والتأمل، أو كما قالت زميلتي التي أفسدتُ عليها مزاجها وأنا أتحدث عن تأملاتي: «يا حبك للفلسفة! هذا مجرد فيلم نتسلى بمشاهدته ونخرج وننساه»!