الصداع شكوى كثيرا مايسمعها الأطباء من مرضاهم، ولايعني ذلك أن الأطباء بارعون في تشخيصه. والعكس ذلك هو الصحيح، فعلى سبيل المثال يخطئ الأطباء بنسبة 50 في المائة في تشخيص الشقيقة على أنها صداع ناتج عن التوتر. والمشكلة أن هنالك عدة أنواع من الصداع، وكل منها يتطلب علاجا محددا، ومع ذلك فهي متشابهة في أعراضها. وللقضاء على الصداع ينبغي مساعدة الطبيب في تشخيصه. والدليل التالي يوضح كل ماتحتاج إلى معرفته عن الصداع. ٭ الصداع الناتج عن التوتر وهو مرض شائع. ويكون في شكل ألم نابض على جانبي الرأس، تتراوح مدته ما بين نصف ساعة إلى أربع ساعات أو أكثر. ويشكو المصابون بهذا النوع من الصداع من الشعور بضغط أو ثقل يلف رؤوسهم. ويمكن القضاء على الصداع الناتج عن التوتر أو على الأقل تقليل حالات تكرره بممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع، والنوم لمدة كافية من الوقت والانتظام في تناول الطعام. كما يساعد التأمل والتنفس العميق في كثير من الحالات، ولكن إذا فشلت كل هذه الأساليب الوقائية في الحماية من الصداع الناتج عن التوتر، فإن تناول الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية مثل الأدفيل والتيلينول يقضي عليه. ولكن إذا لم تفلح تلك الأدوية في علاجه فقد ينصح الطبيب بتناول أحد العقاقير المضادة للاكتئاب. ٭ صداع الجيوب الأنفية يكون في شكل ألم ضاغط في منتصف الجبهة أو فوق أو تحت العينين. ويسببه التهاب ناتج عن الإصابة بالزكام أو الأنفلونزا أو الحساسية. والعلامة المميزة له أن الألم يزداد عند الانحناء. ويحتاج علاجه إلى البقاء في مكان رطب، وقد يخف الألم باستنشاق بخار الماء. وتساعد الأدوية المهدئة التي تباع بدون وصفة طبية في العلاج، ولكن ينبغي استشارة الطبيب لوصف مضاد حيوي لعلاج التهاب الجيوب الأنفية الذي يسبب الصداع. ٭ الصداع العنقودي وهو صداع مؤلم حسب مايوحي اسمه، ويكون في شكل نوبات متتالية لفترات زمنية قصيرة. وقد يختفي لأكثر من عام قبل أن يعود للظهور مرة أخرى. والرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الصداع الذي قد يسبب كثيرا من الوهن. وقد يحتاج العلاج لتدخل الطبيب، الذي قد يوصي بالعلاج عن طريق الأكسجين أو دواء يسمى بالسوماتريبتان. ٭ الشقيقة وهذا النوع يصيب واحداً من كل ثمانية بالغين، واحتمال الإصابة عند النساء مساوية لضعف احتمال الإصابة عند الرجال. ويكون في شكل ألم نابض ودائم قد يستمر إلى ثلاثة أيام، وفي الغالب يكون مصحوباً بدوخة وعدم القدرة على تحمل الضوء والصوت. وفي كثير من الأحيان تكون الشقيقة مسبوقة بأعراض يسميها الأطباء بالهالة التي تنذر باقتراب حدوث النوبة. وقد تكون الهالة في شكل بقع تظهر أمام العينين ووخز في اليدين أو القدمين أو تعثر في الكلام. وفي الغالب تحدث النوبة بعد التعرض للأنوار الكاشفة أو الضجيج العالي أو بعض الروائح. والخطوة الأولى في الوقاية منها تتمثل في معرفة مايتسبب في حدوثها ومحاولة تجنبه. وقد يساعد أخذ جرعة مكملة من الماغنيزيوم في علاج بعض المرضى، وقد يوصي الطبيب بتناول دواء يسمى التريبتان. وينبغي تناول هذا الدواء مع بداية الشعور بالصداع. وقد يؤدي تناول دواء آخر يسمى بالتوباماكس بشكل يومي في الوقاية من الشقيقة عند نصف المرضى.