لا يخفى على الجميع طول ساعات الصيام وحاجة المرضى لاستخدام العديد من الأدوية والمستحضرات الدوائية، فالمرض لا يعرف وقتاً ولا زماناً، فمرضى السكري مثلاً يحتاجون إلى حقن الأنسولين للحد من ارتفاع السكر في الدم، ومرضى النوبات القلبية يحتاجون إلى الحبوب التي توضع تحت اللسان للحد من الآلام الناتجة عن تضيق الشرايين، ومرضى ارتفاع ضغط العين يحتاجون إلى استخدام القطرات المخفضة لهذا الارتفاع، ومرضى الربو يحتاجون إلى استخدام البخاخ الموسع للقصبات الهوائية، وكذلك الحقن المخففة للألم، والتحاميل والمراهم وغيرها. من هذا المنطلق أحببت أن أسلط الضَوء على معرفة حكم استخدام هذه الأدوية والمستحضرات أثناء الصيام لكي نحافظ على صومنا كاملاً بإذن الله، وهي كالآتي: قطرة العين فالحكم فيها أنها تجوز ولا تفسد الصوم على الصحيح من قول العلماء وذلك حسب اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (فتوى رقم: 7351). قطرة الأذن والتي يعتقد البعض أنها مفطرة فإن الحكم ونقلاً عن مجموعة فتاوى ومقالات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز (الجزء: 15 الصفحة: 263) فإن قطرة الأذن لا تفطر لأن الأذن ليست منفذاً للطعام والشراب. قطرة الأنف فإنه وحسب اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «فتاوى الطب والمرضى (جزء: 1 صفحة: 107)» فإن الحكم فيها أنه إذا اضطر الصائم إلى استعمال القطرة في أنفه فإنه لا حرج عليه في ذلك، وصومه صحيح، إلا أن يجد طعم القطرة في حلقه، فإنه يفسد صومه، ويلزمه قضاء ذلك اليوم إن كان واجبا. الحقنة العلاجية الجلدية والعضلية والوريدية فإن نص فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «فتاوى الطب والمرضى (جزء: 1 صفحة: 110)» جاء بأن الحقن العلاجية الجلدية والعضلية والوريدية لا تفطر إذا كانت غير مغذية، وإذا أمكن استخدامها ليلاً فهو أفضل. الحقنة الوريدية المغذية فمعروف أنها تقوم مقام الأكل والشرب لذا جاءت الفتوى بأنه لا يجوز استخدام الحقن المغذية لأنها تقوم مقام الأكل والشرب وذلك حسب اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «فتاوى الطب والمرضى (جزء: 1 صفحة: 110)». بخاخ الربو وبخاخ الأنف فالحكم فيه الإباحة عند الضرورة، وذلك حسب مجموعة فتاوى ومقالات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز (الجزء: 15 الصفحة: 264,265) الدهانات والمراهم واللصقات العلاجية وهي ليست طعاماً ولا شراباً ولا في معنى الأكل والشرب فقد افتى مجمع الفقه الإسلامي. وكذلك اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بأنه لا تفطر لأنها ليست طعاماً ولا شراباً ولا في معنى الأكل والشرب، وليست داخلة من المنافذ المعتادة، ويستثنى من ذلك لصقة النيكوتين لأنها مفطرة. الأقراص التي توضع تحت اللسان فقد أفتى مجمع الفقه الإسلامي بأنها ليست من المفطرات ولكن يشترط ألا يبتلع الإنسان ما يتحلل منها. الغسول والتحاميل والمنظار المهبلي فقد أفتى مجمع الفقه الإسلامي بأنها لا تفطر لأنها ليست أكلاً ولا شرباً. التحاميل الشرجية وهي محل خلاف بين أهل العلم، وقد أقرمجمع الفقه الإسلامي بهذا الخلاف وأضاف أن الأقرب أنه لا يحصل الفطر بها. ولأن الأمر يتعلق بالدين والطب معا فإنك عزيزي القارئ يجب أن تتوخى الحذر وتقيس الأمر جيداً فهل أنت في ضرورة وهل تأجيلك للدواء يضر بصحتك ويعرضك للخطر مثل هذه الأسئلة تستطيع الاجابة عنها بالتشاور مع طبيبك المعالج، ويفضل محاولة تأجيل استخدام بعض هذه المستحضرات ليلاً قدر الإمكان بعد التنسيق مع الطبيب المعالج. * قطاع الرعاية الصيدلية