تعد مكتبة الملك فهد الوطنية في مدينة الرياض من أكبر الهيئات المتخصصة في نشر علوم المكتبات والمعلومات والببليوغرافيا في المنطقة العربية بل والشرق الأوسط واحد الصروح الثقافية الهامة. وتقوم المكتبة منذ عام 1993 بتسجيل وايداع حوالي أربعة ألاف كتابسعودي كل سنة مما غير التقديرات المتواضعة التي كانت سائدة في المصادرالاحصائية العربية الدولية عن حركة النشر في السعودية. وتقع المكتبة في قلب مدينة الرياض بحي العليا التجاري الشهير بمساحة58 ألف متر مربع خصصت منها مساحة حوالي 30 ألف متر مربع كحديقة للمكتبة والباقية وهي بحدود 28 ألف متر مربع لمبناها الرئيسي الذي يتكون من دورأرضي تعلوه ثلاثة أدوار تغطيها قبة سماوية تم تصميمها بطابع معماري حديث مزين بالزخارف العربية والنقوش الرخامية. وقال مدير ادارة العلاقات العامة بالمكتبة محمد عبد الله المزيني لوكالة الأنباء الكويتية إن فكرة انشاء هذا الصرح الثقافي تعود الى عام 1982. وتم البدء في تنفيذ المشروع عام 1985 ليكتمل عام 1988 بتكلفة تجاوزت280 مليون ريال اي حوالي (7ر75 مليون دولار). وأشار الى أن المكتبة أصدرت أكثر من200 عنوان من الأعمال الببليوغرافية والبحوث والكتب والترجمات التي لاقت اقبالا وعلى المستويات كافة وأصبح بعضها من المراجع المعتمدة في بعض الجامعات السعودية والعربية. وتصدر المكتبة مطبوعاتها في ثلاث سلاسل الأولى تعنى بنشرالبحوث والمؤلفات عن المكتبات والمعلومات في السعودية وتهتم الثانية بعلم المكتبات والمعلومات بشكل عام فيما تختص السلسلة الثالثة بنشر الأعمال الببليوجرافية والفهارس والكشافات. وذكر أن المكتبة تقتني نحو 376 ألف من أوعية المعلومات المطبوعة والمواد السمعية والبصرية مثل الأقراص البصرية والمصغرات والوثائق المحلية والمسكوكات والكتب النادرة والمخطوطات. كما حصلت المكتبة اخيراً على الدفعة الأولى من المخطوطات العربية النفيسة من جامعة برنستون الامريكية وهي عبارة عن (5000) ملفوفة مصورة من مجموع المخطوطات والكتب النادرة. وأوضح انه منذ تطبيق نظام الايداع والترقيمات الدولية عام 1993تمكنت المكتبة من تسجيل وفهرسة (2000) عنوان سعودي منشور في سنة واحدة بجانب 300 مجلة ونشرة دورية تضاف الى الاوعية السمعية والبصرية ليصل اجمالي مقتنيات المكتبة الى حوالي الالف مادة ذات العلاقة بالسعودية كاكبر مجموعة يضمها مكان واحد. واكد المزيني ان المكتبة تولي عناية للتجهيزات ونظم الحفظ والاسترجاع وترميم وصيانة المخطوطات والكتب النادرة فضلا عن اهتمامها بتكوين قواعد البيانات وعمليات التوثيق الالية وكذلك الحصول على مصادر المعلومات على أقراص بصرية وبناء شبكات المعلومات الداخلية التي تساعد على تنظيم المعلومات وتداولها. وتشارك مكتبة الملك فهد الوطنية بفاعلية في المعارض المحليةوالعربية بنشر وعرض مطبوعاتها وغيرها من الانتاج الفكري السعودي حيث بلغ ما نشرته في مجالات المكتبات والمعلومات حوالي 75 كتابا الى جانب الاتصالات والبرامج التعاونية وتبادل المعلومات والمطبوعات مع الجهاتالعربية والاجنبية. وتتولى المكتبة نشر الدوريات العلمية والنشرات ومنها (مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية) وهي مجلة علمية تصدر مرتين في العام منذ عام 1995صدر منها حتى الآن عشرين عددا في (عشرة) مجلدات نشر فيها أكثر من 208بحوث. كما تصدر (نشرة المستخلصات) التي تهدف للتعريف بالمقالات الحديثة في العلوم الإنسانية وما ينشر عن السعودية والعرب والاسلام في المجلات الفرنسية والانجليزية والتركية والألمانية. ويضم مركز المعلومات بالمكتبة حوالي 54ر115 ألف مادة من الكتب والخرائط والصور واللوحات والطوابع والمسكوكات السعودية علاوة على مجموعة مخطوطات نادرة بينها مصحف كوفي كتب على الرق يعود للقرن الثالث الهجري وآخر أندلسي يعود للقرن العاشر.