أشادت مصر أمس الخميس بالولاياتالمتحدة قائلة إنها تظهر "قدرا من التفهم" بعد أن وصفت حكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بأنه غير ديمقراطي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي إن تصريحات الولاياتالمتحدة تعكس "قدرا من التفهم والادراك من الجانب الامريكي للتطورات السياسية التي تحدث في مصر وما حدث في الايام الاخيرة باعتباره تجسيدا لارادة عشرات الملايين من المصريين الذين خرجوا الى الشارع اعتبارا من يوم 30 يونيو 2013 للمطالبة بحقوقهم المشروعة واجراء انتخابات رئاسية مبكرة". وفي تحول فيما يبدو في السياسة الامريكية قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي إن حكومة مرسي "لم تكن حكما ديمقراطيا.. ما أقصده هو أننا نشير الى نحو 22 مليون شخص خرجوا للتعبير عن آرائهم وإظهار أن الديمقراطية ليست مجرد الفوز في صناديق الاقتراع". من جهته تلقى وزير الخارجية المصري محمد عمرو أمس الخميس اتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني على أكبر صالحي نقل خلاله مضمون التصريحات الصادرة عنه بالأمس والتي أكد فيها على أن مصر دولة كبيرة لها دور مؤثر وحاكم في المنطقة. وأوضح صالحي أن الشعب المصري هو الذي يجب أن يحدد مصير بلاده، مضيفا أن "الجيش المصري هو جيش وطني". وأضاف المتحدث أن الوزير المصري أعرب خلال الاتصال عن تقديره لمضمون التصريحات الصادرة عن الوزير الإيراني. ودعا وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي جميع القوى والأطياف في مصر الى ضبط النفس والحيلولة دون وقوع أحداث مؤسفة في هذا البلد. واضاف صالحي "مصر دولة كبيرة ولها دور مؤثر وحاسم في المنطقة ونأمل بعودة الهدوء الى مصر والشعب المصري على وجه السرعة" وتابع "الشعب المصري هو الذي يجب ان يحدد مصير بلاده كما ان الجيش المصري جيش وطني ولكن يجب ان نأخذ بالاعتبار ان الاحداث التي وقعت في مصر وادت الى مقتل عدد من الابرياء وهذه الممارسات ندينها بشدة". واستطرد "يجب على الجماعات والاطياف في مصر ومن خلال التنسيق فيما بينهما الحيلولة دون وقوع هذه الاحداث في بلادهم كي لايسمحوا لمضمري الشر باثارة الفتنة واستغلال هذه الاحداث وتعقيد الاوضاع". وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي قد اعرب يوم أمس الأول عن الاستياء الشديد من تكرار صدور تصريحات عن مسؤولين إيرانيين تنم عن عدم إلمام دقيق بطبيعة التطورات الديمقراطية التي تشهدها مصر. واعتبر المتحدث أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين تمثل "تدخلاً غير مقبول في الشأن الداخلي المصري". وطالب المتحدث المسؤولين الايرانيين بالتركيز على ما تواجهه بلادهم من تحديات داخلية وخارجية بدلا من التدخل فى الشئون الداخلية للدول. على صعيد آخر صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأنه في إطار الاتصالات المكثفة والمستمرة التي يجريها وزير الخارجية مع نظرائه في دول الاتحاد الأوروبي، جرى أمس اتصال هاتفي بين الوزير عمرو مع وزير خارجية لوكسمبورج. وحسب المتحدث فقد قدم الوزير عمرو شرحا للتطورات السياسية الجارية في البلاد والمعالم الرئيسية لخريطة الطريق والإعلان الدستوري الذي وضع جدولا زمني لتنفيذ الخريطة. من جهته عبّّر الامين العام للامم المتحدة بان جي مون أمس الخميس عن القلق من استمرار عمليات الاحتجاز في مصر واصدار اوامر بالقاء القبض على زعماء جماعة الاخوان المسلمين وقيادات اسلامية اخرى بعدما اطاح الجيش بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد الاسبوع الماضي. وافاد بيان من مكتب بان ان الامين العام اوضح في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو انه "لا يوجد مجال للانتقام او للاقصاء لأي حزب كبير او طائفة في مصر". وكانت النيابة العامة في مصر قد أمرت يوم أمس الأول بالقاء القبض على المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع وقياديين اسلاميين اخرين بتهمة التحريض على العنف حين قتل اكثر من 50 من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان بالاضافة الى اربعة من قوات الامن في اشتباك وقت الفجر.