استطاع «الحرف التشكيلي» بث روح وجمال الحرف العربي من جديد من خلال ما يتميز به من ابعاد لونية خارجة عن التصور والمألوف؛ ولخاصية تشكيله وتطويع حروفه في كثير من المواضيع والرؤى والأفكار.. فهد غرمان احد التشكيليين المميزين الذي اضفت ملكة الخط لديه بعدا آخر لجماليات الحرف العربي مما جعلنا ننظر اليه من زاوية أخرى أو نراه بطريقة لم يتعود عليها المتلقي سوى في أسلوب الكلاسيكية الأصولية وخروجه منها حيث فتح لنا آفاقاً جديدة ورؤية معاصرة نستطيع أن نتحاور مع مثل هذا الاسلوب الجميل مع اللوحة بصرياً. ففي الحروفية كما يقول غرمان" اللون والشكل والدلالة والصوت تتجلى معاً" ويضيف:"للحرف العربي دلالات كثيرة عندما يكون أحد عناصر اللوحة التشكيلية فهو يعبر عن الصوت ايضا كما يقودك الى آفاق أوسع وأشمل خارج اطار اللوحة". اما "اللون" فيرى غرمان انه عندما يضاف إلى الحرف يعطيه بعداً آخر وعمقاً ويتماهى في الغالب الحرف مع اللون فتتشكل الروح الحقيقية للعمل الفني مما يكسب العمل قداسة اللغة العربية وهي التي تحيلنا الى الهوية الاسلامية الشمولية وتبقى بعض المفردات ذات خصوصية رمزية تستطيع أن تجعلها اشارات الى الهوية العربية. ويشير غرمان إلى انه كلما كانت اللوحة محتضنة للحرف فإن الطاقة الايجابية تسكنها فتشكل التفاعل البصري ما بين اللوحة والفنان وكذلك بين الفنان واللوحة والمتلقي فيكون التواصل ذا ميزة أفضل من غيرها لأنه بطبيعة الحال الخط العربي تحسبه ساكناً وهو متحرك وتأتي هذه الحركة من جراء الطاقة التي تسكنه لتشكل مساراً ايجابياً للمتلقي. فهد غرمان