ازداد انتشار السمنة بشكل ملفت ومتسارع خلال السنوات العشر الماضية ليس عند البالغين فقط ولكن عند الصغار أيضاً. وقد ظهر بشكل هام وأكثر وضوحاً عند الإناث البالغات. حيث يبدو ذلك واضحاً بشكل خاص عند بداية البلوغ وعند بداية ظهور الطمث. قد يختلف تعريف السمنة اعتماداً على مصدر المعلومة لكن معظم المراجع الطبية تتفق بأن الشخص السمين هو الشخص الذي يتجاوز لديه مؤشر كتلة الجسم BMI (الوزن بالكيلوغرام مقسوم على مربع الطول بالمتر، كغ/م2) 30 كغ / م2 ويرتبط ال BMI العالي مع زيادة شحوم الجسم في كل المجموعات العمرية عند الجنسين باستثناء الأشخاص الذين لديهم كتلة عضلية كبيرة جداً. يستمر ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الدم والسمنة في الطفولة إلى البلوغ وما بعده، ولهذا فإن السمنة في الطفولة بحد ذاتها عامل قد يشير الى حدوث السمنة عند البالغين، كما ان السمنة ترتبط مع زيادة الداء السكري النمط 2 عند الأطفال والمراهقين بشكل مباشر. في هذا الشهر الكريم يجدها الكثير من الناس فرصة لترتيب نظامهم الغذائي وتخليص اجسامهم من الشحوم الزائدة واعادة بناء اجسامهم بشكل صحي ومتناسق ولكن قد يحدث العكس عند البعض الاخر فتحدث زيادة في السمنة وارتفاع لمعدلات الكوليسترول في الدم وذلك نتيجة للاستهلاك العالي من السعرات الحرارية فنجد الصائم ما ان يحين موعد الافطار الا وقد استعد بجميع انواع الاطعمة واكثرها دسما في اعتقاده لتعويض الفترة التي صامها وهذا اعتقاد خاطئ وغير صحي بالاضافة الى ذلك فان الضرر يتعدى الكبار الى الابناء الصغار فالوالدان يوفران لاطفالهم بتلك الاغذية ما يزيد من اوزانهم ويجعلهم حبيسي الشحوم. السمنة عند الوالدين خاصة عند الأم منبئة بحدوث السمنة في الطفولة كذلك فإن وزن الولادة المرتفع يتنبأ أيضاً بحدوث السمنة لاحقاً. وأهم عامل يساهم في ارتفاع وزن الولادة هو الداء السكري عند الأم وإلى درجة أقل السمنة عند الأم. لذا فان الخطر النسبي لتطور السمنة لاحقاً في مرحلة الشباب يكون غالباً عند الأطفال الصغار إذا كان أحد الوالدين سميناً. ويكون أعلى بالنسبة للأطفال الاقل حركة حيث ان تأثير نقص النشاط الرياضي يعمل على تطور السمنة وقد دعم هذا المفهوم العديد من الدراسات الحديثة. ويرتبط غياب النشاط البدني مباشرة مع مشاهدة التلفزيون او الجلوس طويلا عند العاب الكمبيوتر وغيرها خاصة في هذه الايام التي اعتاد فيها اطفالنا على السهر ليلا والنوم نهارا. وبشكل عام يرتبط عدد ساعات مشاهدة التلفزيون بشكل هام مع كسب الوزن خلال سنوات النمو. للوقاية من تطور السمنة يوصى بتقليل السعرات الحرارية والزيوت وزيادة الألياف. زيادة النشاط الرياضي أمر جيد على أن يكون الهدف هو الوصول إلى التمارين الرياضية المنتظمة ويجب أن يترافق ذلك مع تقليل مشاهدة التلفزيون وألعاب الحاسوب. كما هو الحال عند البالغين من النادر الحصول على وزن مثالي للجسم نسبة للطول عند الشباب المصابين بالسمنة. ولكن يجب أن يكون الهدف الأولي هو إنقاص 10% من الوزن عند الأطفال الكبار، وهذه الدرجة المعتدلة من فقد الوزن تترافق عند البالغين مع نقص الكوليسترول وضغط الدم.