في رمضان المبارك تزهو مائدة الطعام بكل ما لذ وطاب، لكن أجمل ما فيها هو التمر والماء. فالتمر علامة مميزة في رمضان، بكل الاشكال والالوان والطعوم. والتمور من أفضل الأغذية التي يتناولها الانسان في رمضان، فهي سهلة الهضم، لا ترهق المعدة، تنظف الكبد من السموم، وتحد من الشعور بالجوع، كما أن اكل التمر في بداية الإفطار مقو للاعصاب ومقارم للتعب والشيخوخة، لأنه يحارب أعراض التعب وارتفاع ضغط الدم، مع الحذر من اكله بكثرة للمصابين بالسكري. ويوجد في المدينةالمنورة أكثر من ستين صنفاً من التمور الجيدة، لعل من أفضلها تمر العجوة (عجوة المدينة)، وفي الحديث الشريف : (من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) رواه البخاري، وكذلك (في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم) رواه مسلم . ويسمى التمر بالمنجم، لكن ليس منجماً للذهب أو الفضة، بل منجم من العناصر المهمة والمفيدة لجسم الانسان ووظائفه الحيوية، مثل الحديد والكالسيوم والفوسفور والمغنسيوم والكبريت والكلور والصوديوم، كما يحتوي التمر على مجموعة من الفيتامينات أهمها فيتامينات أ ب 1 ب 2 د بالإضافة إلى السكريات السهلة والبسيطة في تركيبها. ويحتوي كل على مائة جرام من العجوة وغيرها من التمور على حوالي 320 سعراً حرارياً، يعادلها 315 سعراً حرارياً في كل مائة جرام من العسل. والتمر لا ينقل الجراثيم، كما ان التسوس الذي يحدث في داخله أحياناً (التمر القديم) يمكن أن يقتل الجراثيم التي قد تصيب الإنسان. ويعتقد بأن تمر عجوة المدينة له فوائد متعددة مثل الوقاية من السحر قبل وقوعه وكذلك بعد وقوعه، وكذلك الوقاية من السم وعلاجه بعد وقوعه، والوقاية من بعض انواع السرطان، والقضاء على الديدان ومعالجة الانيميا لغناه بالحديد. والتمر مفيد جداً سواء أكان ذلك في رمضان أو بقية الشهور، لأنه سهل الامتصاص ومنظف جيد للأمعاء وطارد للسموم في الجسم. وقد كان التمر من أفضل الأغذية التي يحصل عليها المقاتلون في الحرب، لأنه يمدهم بالسعرات الحرارية اللازمة، وتنشيط الغدة الكظرية، ما يجعل المقاتل مقداماً لا يهاب خوض القتال أو خوف الأعداء. لقد انعم الله على المسلم بنعم لا تحصى، ومن ذلك أن تناول التمر مفيد جداً لجسم الإنسان في مرحلة الصيام، حيث إن التمر يعطي كمية كافية من الطاقة تزيل التعب وتؤدي إلى مزيد من النشاط والحيوية.. وكل عام وأنتم بخير..