سمعت لأول مرّة بمفردة "السلائف" أثناء دعوة وفد إعلامي من مختلف وسائل الاتصال كنت أحدهم لزيارة المديرية العامة لمكافحة المخدرات في مقرها بالعاصمة الرياض. السلائف غير المُرحب بها في العنوان هي "السلائف الكيميائية"، تلك المواد الأولية التي تصنع منها المخدرات وهي مواد تستوردها جميع دول العالم بكميات هائلة. هذا التعريف قاله المقدم أحمد الفارس مدير الإدارة العامة للبحوث والسلائف الكيميائية في المديرية. شياطين الإنس استخدموا تلك المواد الكيمائية لصناعة مخدرات تفوق أضرارها المخدرات الطبيعية بعشرات المرات وتؤدي إلى الهلوسة والسلوك الإجرامي والعنف. كما استخدم(سابقا) إخوتهم شياطين الإرهاب الأموال التي جمعوها بادّعاء دعم الجمعيات الخيرية وتفطير صائم في شراء مواد التفجير ليصنعوا منها الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة للقتل المباشر. المخدرات المصنوعة من السلائف والمتفجرات المنهوبة من أموال البسطاء كلتاهما تهدف لقتل الإنسان ودماره. الأولى تقتله ببطء بعد أن تجرّده من عقله وإنسانيته وصحته أما الثانية فهي تحصد أرواح البشر بالجملة لا لشيء غير كراهية الحياة ومطامع بالحور العين كما يدّعون. المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالمملكة حين أطلقتْ تحذيرها عبر موقع "العربية نت" يوم السبت الفارط 6 يوليو 2013م فهي بالتأكيد لديها من الأدلة الدامغة على دخول هذا النوع الجديد من المخدرات الخطيرة إلى بلادنا وبالتالي استخدامها من قبل شاباتنا وشبابنا. ومن المؤكد أيضا أن المديرية قد لاحظت نمطاً جديداً في سلوك متعاطي المخدرات أوصلتهم إلى اكتشاف هذا الصنف الخطير. المقدم الفارس أشار إلى أن هناك تنسيقاً مع الجمارك وهيئة الغذاء والدواء من أجل الضغط على إدراج مادة (كلاود9) ضمن قائمة المواد الممنوعة والخطيرة وبالتالي ضرورة تشديد الرقابة على السلائف بكافة أنواعها حتى يمكن منع وصولها إلى أيدي شياطين صناعة وترويج المخدرات. السؤال هل هذا التشديد في المراقبة يصعب على الأجهزة الرقابية وعلى شم الكلاب البوليسية في المنافذ والمطارات؟؟ أعتقد بقدرة تلك الأجهزة على منع دخول هذه المواد القاتلة متى ما وُجِدَ التفهّم ثم الإخلاص والخوف على أهل الوطن. لا أقصد جميع السلائف بل ما يستخدم في صناعة المخدرات. بقيَ أن نشكر رجال مكافحة المخدرات على هذا التحذير وتلك الشفافية ثم ما هو المانع في المساهمة معهم في مُحاصرة المدعوة (السلائف) حتى تستسلم..؟