تشتبه ايران بأن السلوفاكيين الثمانية الذين تعتقلهم منذ شهرين جواسيس، لكن اصدقاءهم في براتيسلافا اكدوا انهم ليسوا اكثر من مصورين وهواة للطيران المظلي يجوبون العالم بحثا عن التيارات المناسبة واجمل المناظر الطبيعية لتوثيقها. وقالت مصممة الازياء ميكايلا بيدناروفا التي تعمل معهم عادة لوكالة فرانس برس «انهم محترفون في مختلف المجالات الفنية». واضافت انهم «اعدوا فيلما وثائقيا خلال رحلة الى الهند وتوجهوا الى ايران لاعداد فيلم آخر». ويتضمن فيلمهم الوثائقي الاول خصوصا رحلات وعمليات تحليق بالمظلات في الهيمالايا والهند، الى جانب لقطات من الحياة اليومية العادية. وتابعت ميكايلا «لا يمكن تجنب لقطات لسكان محليين عند تصوير هذا النوع من الافلام الوثائقية مما يمكن ان يكون سبب مشكلة في ايران». ووصف صديق قريب للمجموعة الصغيرة اقام مع اربعة منهم، طالبا عدم كشف اسمه انهم في الثلاثين من العمر يحبون الطبيعة ويسعون الى السفر في رحلات باسعار مخفضة. وقال ان «اكثر ما يكلفهم هو بطاقة السفر جوا وبعد ذلك يتدبرون في الموقع ليحصلوا على اماكن اقامة متواضعة»، مؤكدا انهم على علم بالاماكن التي يجب تجنبها في ايران. واضاف «انه سوء تفاهم هائل على الارجح.. انهم ليسوا جواسيس بالتأكيد. بالعكس انهم يحبون الثقافات المختلفة وخصوصا الشرق الاوسط وليسوا بالمرة على شاكلة المستهلك الغربي النموذجي». وتكشف هوياتهم على شبكات التواصل الاجتماعي صورا لرياضيين حريصين على حريتهم ويدافعون عن البيئة. وكتب احدهم على موقع فيسبوك «ايران 2013» الى جانب صورة لمعدات رياضته المفضلة مع تعليق «الاستعدادات للرحلة الى ايران. المجموعة الاولى حطت في طهران وستلحق بها المجموعة الثانية الجمعة. اتمنى ان نتمكن من التحليق عاليا وبعيدا». ودعت سلوفاكيا ايران الاربعاء الى السماح لدبلوماسييها بلقاء هؤلاء الشبان الذين تشتبه ايران بانهم التقطوا صورا لمناطق حساسة وخصوصا لمنشآت نووية. وقال وزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك انه سمح للقنصل السلوفاكي في طهران بزيارتهم مرة واحدة. واعلنت السلطات القضائية الايرانية ان تسعة اشخاص هم ايراني وثمانية سلوفاكيين اوقفوا، موضحة انهم «ادخلوا الى البلاد معدات محظورة على دفعات واستخدموها لالتقاط صور لمناطق محظورة» في محافظة اصفهان (وسط). وفي هذه المنطقة التي تبعد حوالى 330 كلم جنوبطهران، تقع منشآت نووية عديدة وخصوصا مصنع تخصيب اليورانيوم في نطنز. وذكرت وسائل الاعلام السلوفاكية ان هواة التحليق المظلي استخدموا ايضا اجهزة لاسلكي ممنوعة في ايران وكاميرات «غوبرو» عالية الدقة. وكتب روبيرت كوكاريك مدير نادي هواة الطيران المظلي في سلوفاكيا ان هذه الكاميرات «منتشرة في سلوفاكيا الى درجة ان الناس لا يتصورون ان استخدامها يمكن ان يسبب لهم متاعب». وينصح الموقع الكتروني «باراغليدينغ ايرث» ب78 مكانا في ايران لممارسة هذه الرياضة وخصوصا على طول حدودها في الجبال شمالا وجنوبا.