لم تكن نتائج شركات قطاع البتروكيماويات المدرجة في البورصة السعودية في الربع الأول، مفاجئة لعدد كبير من المتابعين والمهتمين لأداء قطاع البتروكيماويات لدى المملكة العربية السعودية، في وقت شكلت تقلّبات الأسواق وعدم استقرارها على مستوى الطلب والأسعار وحجم المبيعات، ضغوطاً إضافية على قدرة الشركات في تحقيق نتائج أداء جيدة. واعتبرت شركة «نفط الهلال» في تقرير أسبوعي، إمكان «تقويم قوة الأسواق العالمية ونموها أو ضغطها من خلال قطاع البتروكيماويات، ونسبة النمو الحاصل على القطاعات المستهلكة لمنتجات شركات البتروكيماويات». ويشكل مسار النمو والانتعاش في القطاع «أهمية كبيرة لعمليات التداول اليومي في البورصة، نتيجة استحواذ القطاع على نسبة مهمة من أحجام التداول اليومية ومن رسملة السوق. وتحتفظ شركات كثيرة تنتمي إلى القطاع بمركز قيادة السوق ومسار البورصة بين جلسة وأخرى». ولفت التقرير، إلى أن أهمية القطاع «ناتجة من التركيز الاستثماري الحكومي والخاص في قطاع البتروكيماويات، في حين تزداد أهميته إذا ما اندرج ذلك ضمن خطط المملكة، لتطوير القطاع الصناعي عاكساً حجم الثروات، وليكون مكملاً لقطاعات الطاقة». ورأى أن قطاع البتروكيماويات يمثل «الترجمة الحقيقية لكل الاستثمارات التي تحيط بقطاع النفط والغاز والطاقة على أنواعها، فضلاً عن اعتباره الاستثمار الأفضل والأكثر جاذبية للمستثمرين، لما يحيط به من حوافز وتوافر مصادر الطاقة وأسواق الطلب». فيما تبقى الإشكالية الأكثر تأثيراً في قوة شركات القطاع في «عدم قدرتها على توقع مسارات عوامل العرض والطلب في الأسواق العالمية والتي تؤدي في فترات كثيرة إلى تحقيق الشركات نتائج سلبية». وأشار تقرير «نفط الهلال»، إلى أن نتائج الأداء في الربع الأول من هذه السنة مقارنة بالأداء المحقق في الفترة ذاتها من العام الماضي، «جاءت سلبية لدى شركات كثيرة بفعل ارتفاع تكاليف الإنتاج تارة وانخفاض المبيعات وتراجع نسبي للطاقة الإنتاجية لبعض المصانع، نتيجة انتهاء العمر الافتراضي للمادة الحافزة تارة أخرى». فيما عزا السبب الرئيس لانخفاض الأرباح إلى «التوقف عن الإنتاج لإجراء عمليات الصيانة الدورية والطارئة، ما أثّر مباشرة في الكميات المنتجة والمباعة. كما كان لارتفاع بعض نفقات البيع والإدارة العامة حالياً تأثيرات سلبية في مستوى الأداء». ولفت التقرير، إلى أن نتائج الأداء في عدد من شركات البتروكيماويات «سجلت تحسناً على أدائها في اتجاه خفض الخسائر المتراكمة مقارنة بين الربع الأول الماضي والربع الأخير من عام 2012، نتيجة ارتفاع أسعار بعض المنتجات وتراجع فترات الانقطاع وتحسّن الكفاءة التشغيلية». إلى ذلك، ارتفعت أرباح مجموعة من شركات البتروكيماويات المدرجة في البورصة في الربع الأول الماضي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، نتيجة ارتفاع أسعار منتجاتها ومبيعاتها والتراجع النسبي في أسعار اللقيم وثبات مستويات الإنتاج». ولاحظ التقرير، أن قطاع البتروكيماويات «يستحوذ على جاذبية استثمارية مزدوجة بين الاستثمار المباشر نتيجة تعدد الفرص الاستثمارية والاستثمار غير المباشر، لأنه أفضل أدوات الاستثمار المتوافرة في البورصات على كل الآجال». ولفت أيضاً إلى «استمرار تعرّض الطاقة الإنتاجية للشركات لأخطار الأسواق الخارجية، وما تسجله من تطورات خلال الدورة الإنتاجية، ما يتطلب إعادة النظر في طبيعة الطلب ومصادره ومساراته، والعمل على إعادة هيكلة القطاع لتتناسب ومسارات الطلب الحقيقي، بعيداً من تكرار الاستثمارات والمنتجات وتوقيت الإنتاج». وعرض التقرير الأحداث في القطاع، ففي السعودية منحت شركة «أرامكو السعودية» شركة «لارسن أند توبرو» الهندية، عقداً لبناء محطة معالجة غاز في حقل مدين للغاز. وترفع المملكة إنتاجها من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب السريع النمو على الكهرباء محلياً، ولإمداد صناعة البتروكيماويات المهمة استراتيجياً بالمواد الخام. وستبني الشركة الهندية معمل غاز بطاقة 75 مليون قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز غير المرافق، و4500 برميل من المكثفات يومياً، على أن يبدأ تشغيل المعمل منتصف عام 2016. وسيتضمن المشروع إنشاء خطَّي أنابيب بطول 98 كيلومتراً، لتسليم غاز البيع والسوائل الهيدروكربونية إلى محطة كهرباء متطورة بالقرب من ضباء لتوليد الكهرباء بكفاءة عالية وتجنب حرق الديزل العالي القيمة. في الإمارات، دشّنت هيئة كهرباء ومياه دبي، محطة تحويل رئيسة جديدة في منطقة مرسى دبي، بكلفة 105 ملايين درهم منها 100 مليون كلفة المحطة. ويشمل المشروع تمديد كابلات أرضية لربط هذه المحطة بشبكة الهيئة بكلفة 5 ملايين درهم، لتأمين الطلب المتنامي على الطاقة الكهربائية. ويهدف المشروع إلى تعزيز قدرة شبكات الهيئة لنقل الكهرباء إلى منطقة مرسى دبي. في عُمان، أعلنت شركة «تنمية نفط عُمان» وشركة «غلاس بوينت» للطاقة الشمسية، بدء التشغيل الناجح للمشروع الأول لاستخلاص النفط المعزز باستخدام الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط. وينتج المشروع من خلال تسخير الطاقة الشمسية عبر تقنية «إنكلوزد تراف» من «غلاس بوينت»، 50 طناً يومياً من البخار الخالي من انبعاثات الكربون الذي يُضخّ مباشرةً في العمليات الحالية لاستخلاص النفط المعزز حرارياً في حقل «أمل» الغربي التابع لشركة «تنمية نفط عُمان» والواقع جنوب السلطنة. ويعمل النظام بقدرة 7 ميغاواط في شكل منتظم.