الأوليات كائنات حية وحيدة الخلية، بعضها ذو صفات مشتركة بين النبات والحيوان. صنف العلماء الأوليات في الماضي كشعبه ضمن شعب المملكة الحيوانية، ولكن كثير من العلماء الآن يصنفونها كَمُميلكه ضمن مملكة البروتيستا والتي تسمى الفرطيسيات أيضاً ( وهي مجموعة من الكائنات الحية التي لا يمكن تصنيفها بوصفها حيوانات أو نباتات ). ويسمى العلم الذي يْدرُس الأوليات علم الأوليات. يوجد من أنواع الأوليات ما يزيد عن 30.000 نوع معظمها دقيق الحجم، ولا يرى إلا بالميكرسكوب. وتقطن الأوليات في الأماكن الرطبة وتوجد في مياه البحار وفي المياه العذبة، وفي التربة، وكطفيليات في الحيوان والنبات. تركيب الأوليات تعد الأميبا من أبسط الأوليات تركيباً. وبالرغم من ذلك فإن خليتها الواحدة تلك تؤدي كل مهام الحياة من تغذية، وتنفس، وتفاعل مع الوسط الذي تعيش فيه. وهناك أوليات أخرى معقدة التركيب مثل الهديبات التي لها أهداب كنتوءات دقيقة شبيهة بالشعيرات، تساعدها على الحركة. ولحيوان البراميسيوم وهو من الهدبيات أخدود جانبي يؤدي وظيفة الفم. ويوجد لدى بعض الأوليات بقعة حمراء زاهية تسمى البقعة العينية يعتقد أنها حساسة للضوء. وتحتوي أجسام بعض الأوليات على مادة اليخضور (الكلورفيل) أي المادة الخضراء الموجودة في النباتات الخضراء، ويمكن ليخضور تلك الأوليات من تصنيع غذائها بنفسها. كيف تتكاثر الأوليات؟ تتكاثر بعض الأوليات عن طريق الانشطار وهي عملية انقسام الخلية الأصلية إلى خليتين، بينما في أوليات أخرى تنتفخ الخلية الأم فجأة في أحد أجنابها وينفصل ذلك الجزء المنتفخ ليتكون منه كائن أولي جديد، وتسمى هذه العملية بالتبرعم. وتتكاثر مجموعة أخرى من الأوليات بانشطار الخلية الأم إلى عدة خلايا تسمى الأبواغ ( Spors )، وتلك المجموعة هي المجموعة الوحيدة من الأوليات التي تتكاثر تكاثراً جنسياً حقيقياً بجانب تكاثرها اللاجنسي. أهمية الأوليات على الرغم من ضآلة حجم الأوليات إلا أنها تمثل أهمية كبرى للإنسان والحيوان أيضاً. تسبح ملايين الأوليات في مياه البحار حيث تعد غذاءاً للكثير من الحيوانات البحرية. وبعض الأوليات مثل المثقبيات مغطاة بأصداف جيريه، وعند موتها فإنها تقبع في قيعان البحار حيث تساهم أصدافها في تكوين الحجر الجيري. وتعد أحافير تلك الأوليات مسئولة جزئياً عن تكوين حروف الصخور الجيرية الموجودة في جنوبانجلترا. يعد كثير من الأوليات من ألد أعداء الإنسان والحيوان لأن كلاً من مرض الملاريا ( البرداء ) ومرض النوم الأفريقي من أخطر الأوبئة التي تسببها هذه الأوليات الطفيلية. كما تسبب مرض الكالازار وهو مرض استوائي تسببه أوليات طفيلية دقيقة. تنتقل الطفيليات التي تسبب الكالازار من شخص لشخص آخر بوساطة الذباب الرملي والبعوض وذباب التسي تسي، والقراد والجراجس، والحشرات الأخرى. ويؤدي تكاثر الجراثيم إلى تضخم الطحال والكبد والعقد اللمفاوية في جسم الإنسان. ويعاني المصابون بهذا الداء الحمى وفقر الدم والنزف. ويستخدم الأطباء مركبات الأنتيمون لعلاج هذا المرض. ويتسبب هذا المرض في وفاة الكثيرين في أفريقيا، ودول حوض البحر الأبيض المتوسط وآسيا الوسطى.