مدخل للشاعر جمعان خلف الرشيدي: سافرت أدوّر راحتي وانشراحي ولقيت همّي واقفٍ في طريقي ورأي حتى بالمكان السياحي النّاس مرتاحه.. وأنا مستضيقي همّي يطاردني بكل النواحي بالروح حرّك كل جرحٍ عتيقي السفر.. جميل جداً، من أجمل متع الدنيا.. فيه فوائد كثيرة، منها: انفراج الهم والغم، وتغيير المكان، والتجديد، والتعرّف على الحضارات، ومشاهدة الأماكن الجميلة، وطلب الرزق في أرض الله الواسعة، والعلم، إلخ... لكن الشعراء يجذبهم الحنين والشوق للأحباب، لا يتحملون طول السفر، والبُعد والهجر كما يقول الشاعر الأمير خالد الفيصل: طال السفر.. والمنتظر مل صبره والشوق يا محبوب في ناظري شاب رد النظر.. خليت بالكف جمره لهيبها في داخل القلب شباب عز الخبر.. والمهتوي ضاق صدره يا من يرد العلم عن هاك الأحباب وكثير من الشعراء نجدهم في حال شوق كبير لمرابع الوطن، الأرض التي عاشوا فوق ترابها، وتحت سمائها، وبين هضابها وتلالها، ووسط مدنها وقراها.. وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر عبدالله بن عتقان السلمي معبراً عن فرحته العارمة للعودة لأرض الوطن، واشتياقه لدار الأهل والأحباب والأصحاب، والتي شعارها يحمل رمز الكرم والجود، والخير والعطاء، وشهادة التوحيد، ودين الإسلام الحنيف، والحق والتوبة: غادرت من لندن عصر يوم الاثنين عايد إلى دار الأهل.. والحبايب دارٍ علمها أخضر بنخله وسيفين وشهادةٍ ينطق بها كل تايب ومن الطبيعي أن تتغير أحوال المسافر، فمن يرافق الأخيار في السفر يكون في سعادة وفرح، ومن يرافق الأنذال يُصاب بخيبة الأمل والحسرة، فالسفر كما أنه يوجد فيه الفوائد.. كذلك فيه أضرار ومخاطر. ومع أن للسفر فوائد ومنافع إلا أن هناك من الناس من لا يستطيع السفر، ولعل قلّة المال تكون هي العائق الأول التي تحول بين المسافر ورغبته في السفر، لذا فقد عبّر الشاعر محمد بن علي القحطاني بأبيات جميلة عن كثرة المال، ومُعاناة من لا يملكونه كونه المانع عن تحقيق بعض الرغبات، ومصدر سعادة المسافر في حال توفره، ومصدر شقائه في حال انعدامه فقال القحطاني: يا قرب واشنطنولندن وباريس حذفت عصا للي رصيده ملاين ياعز حالي من رجالٍ مفاليس اللي يضايقهم وجييه الديايين واللي قضى عمره واهو خالي الكيس ما شاف من دنيا الورى إلا عمى العين