«الخطوط السعودية غير قادرة على المنافسة والاجواء المغلقة تخدمها» هذا الكلام والحمدلله لم اقله انا (وإن كان عندي اعتقاد في ذلك) ولكن قاله الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس طيران الإمارات كما جاء في عنوان المقابلة الصحفية معه في جريدة الاقتصادية يوم الأحد الماضي.. وذكر احمد بن سعيد أن دول المنطقة فتحت اجواءها مثل الإمارات وقطر وعمان والبحرين عدا السعودية والكويت ويرى ان السبب في اغلاق الاجواء ان شركات طيران تلك الدول (يقصد الخطوط السعودية والكويتية) غير قادرة على المنافسة لذلك تحد من وجود الشركات المنافسة فتقلص رحلاتها فيضطر المسافر إلى اللجوء الى الشركات المحلية للسفر عبرها مبيناً أن الشركات التي تديرها الحكومات فاشلة.. وفي رده للصحفي النابه عبدالعزيز التويجري عن دعم حكومة دبي لطيران الإمارات ذكر ان العكس هو الذي يحصل فطيران الإمارات يدفع سنوياً للحكومة وقال «هذا شيء معلن كما ان حساباتنا المالية مكشوفة ومعروفة». توقفت امام نفيه تلقي طيران الإمارات أي دعم مالي ولكن العكس هو الذي يحدث إذ اصبحت في فترة زمنية قصيرة ان تكون رافداً اقتصادياً لحكومة دبي مقدراً صافي الارباح لهذا العام بأكثر من 2600 مليار درهم. في حين بقيت خطوط طيران دول أخرى ومنها الخطوط السعودية لفترات كبيرة تشكل عبئاً على الميزانية ولسنوات عديدة (ولربما إلى الآن حيث لا ميزانيات يتم نشرها أو إيضاحات مالية). الخطوط السعودية حظيت طيلة عمرها بدلال وعطف ورعاية وحماية حتى خيل للعاملين فيها أنهم يقدمون مالم يستطع غيرهم عليه. حتى جاءت عشرات الخطوط في دول تنافس بمهنية عالية وبمعايير اقتصادية وبقيت الخطوط السعودية تتقدم خطوة امام عشر خطوات يتقدمها منافسوها. لقد آن الأوان وقد اصبح في دولة صغيرة مثل الإمارات لم يمض على تأسيسها 35 عاما أكثر من ثلاثة خطوط طيران وطنية أن يتم النظر جدياً في تأسيس على الأقل شركتي طيران وطنيتين فالمملكة لديها الامكانات ولديها القدرة لاستيعاب اكثر من ذلك بعد ان حباها الله بمقومات لا تتوفر لأحد.. فهل تعلق هيئة الاستثمار هذا الجرس... ٭ كاتب اقتصادي