يعرف الكثيرون أن أحماض النهاية -3 (أوميجا-3) الدهنية من الأحماض الدهنية الضرورية لصحة الجسم، لأن أهم ما تقوم به أحماض النهاية -3 الدهنية هو الوقاية من أمراض القلب وحماية الجسم من الالتهابات خاصة التهابات المفاصل والتقليل من التشتت الذهني لدى الأطفال وتحسين سلوكهم. كما من المعروف أن الجسم لا يستطيع تصنيع أحماض النهاية-3 الدهنية، ولذا يجب الحصول عليها من الغذاء، وأكثر مصادرها الحيوانية هي الأطعمة البحرية التي بها نسبة كبيرة من الدهون مثل أسماك السالمون والأنشوفي والساردين والتونة والرنكة، ومن مصادر أحماض النهاية -3 الدهنية النباتية المهمة أيضاً الجوز(عين الجمل/القعقع) وبذر الكتّان. وقد ازداد الاهتمام خلال السنوات الأخيرة بأحماض النهاية-3 الدهنية خاصة مع وجود زيادة في نسبة استهلاك دهون النهاية- 6 (أوميجا-6) تبلغ 20 إلى 1 مقارنة باستهلاك دهون النهاية-3 (بسبب زيادة استهلاك الزيوت المكررة وأولها زيت الذرة) بينما من المفترض أن تتساوى نسب استهلاك كلا النوعين من الأحماض الدهنية لتحقيق التوازن في الجسم للوصول إلى الصحة. ولهذا ازداد التشجيع خلال العقود الأخيرة على تناول الأسماك مرتين في الأسبوع على الأقل للحصول على منافع دهون النهاية-3، أو تناول مكملات النهاية-3 (أوميجا-3). ولكن تنبع مشكلة وهي أن كثير من الناس غير معتادين على تناول الأطعمة البحرية أو لا يحبونها، ولذا أقبلت نسبة منهم على تناول مكملات دهون النهاية -3 المتمثلة في زيت السمك. ولكن ألق وانتشار استخدام المكملات الغذائية قد ابتدأ بالاضمحلال نظراً للاتجاه الحديث في التغذية حيث يذكر كتابWhole: Rethinking the Science of Nutrition أن فاعلية العناصر الغذائية محدودة إذا عزلت عن بيئتها الطبيعية، فتأثير زيت السمك، على شكل مكمل، لا يرقى لتأثير أكل الأطعمة الكاملة الغنية بأحماض النهاية-3 الدهنية (سواء كانت من مصادر حيوانية كالأسماك أو من مصادر نباتية كالجوز وبذر الكتان) من حيث تمثيل الجسم للعناصر الغذائية واستفادته منها. كما يذكر الكتاب معلومات مهمة عن دهون النهاية-3 ستفرح من لا يحبون تناول الأسماك، فما لا يعرفه الكثيرون أن هناك ثلاثة أنواع من أحماض النهاية-3 الدهنية وهي حمض أمينوليفيولينيك (ALA) وحمض ديكوساهيكسيونيك (DHA) وحمض إيكوسابينتانويك (EPA). وأحد هذه الأنواع وهو حمض أمينوليفيولينيك (ALA) هو الذي يوجد في بعض أنواع المكسرات والبذور مثل الجوز وبذر الكتان، وبإمكان الجسم أن يحول هذا الحمض إلى الأنواع الأخرى من أحماض النهاية-3 الدهنية مما يجعل من لا يحبون تناول الأسماك ينالون كفاية أجسامهم منها عن طريق تناول الجوز وبذر الكتان.