يزداد الاهتمام مؤخراً بدهون النهاية 3 (أحماض أوميجا 3 الدهنيّة) لأن توفرها في الجسم يقي من عدد كبير من الاعتلالات، فهي تقلل من الالتهابات في الجسم كله، وتحد من تخثر الدم، وتساعد على استمرارية نفاذية الغشاء الخلوي، وتقلل من كمية الدهون (كالكوليسترول والدهون الثلاثية) التي في مجرى الدم، وتقلل من التصاق الصفائح الدموية، مما يمنع تجلط الدم، وتقلل من تضخم جدران الشرايين عن طريق التقليل من انتاج الخلايا المبطنة للأوعية الدموية، وتزيد من النشاط الكيميائي في الخلايا المبطنة للأوعية الدموية مما يجعل الشرايين تسترخي وتتسع، وتقلل من إنتاج الكيميائيات المرسِلة (السايتوكينات) المسئولة عن الاستجابة للالتهابات المتعلقة بتصلب الشرايين، وتقلل من خطر الإصابة بالبدانة، وتحسّن من قدرة الجسم على الاستجابة للإنسولين عن طريق تحفيز إنتاج هرمون اللبتين الذي يساعد على تنظيم تناول الطعام ووزن الجسم وتحليل الجسم للطعام واستفادته منه، وتساعد على منع نمو الخلايا السرطانيّة. بعد تناول الوجبات الملوثة والأعراض التي تدلّ على حاجة الجسم لدهون النهاية 3 هي: الشعور بالاكتئاب والتعب وعدم القدرة على التركيز وآلام العضلات وجفاف الجلد والحكة وتقصف الشعر والأظافر وأمراض القلب والإصابة بالسكري من النوع الثاني. وتشير الأبحاث إلى أن استفادة الجسم من دهون النهاية 3 من الأطعمة مباشرة أكبر من استفادته من مكملات دهون النهاية 3 ، فقد قارن باحثون نرويجيون بين امتصاص دهون النهاية 3 من تناول أنواع من الاسماك ثلاث مرات في الأسبوع وبين تناول ثلاث ملاعق صغيرة من زيت كبد الحوت يومياً كمكمل غذائي لدى 71 متطوعاً. وعلى الرغم من أن كمية دهون النهاية 3 من زيت كبد الحوت تبلغ ضِعف كميتها في الأسماك إلا ان مستويات دهون النهاية 3 في دماء المجموعة التي تناولت الأسماك زادت بشكل كبير، وعلى ضوء هذه النتائج، وبعد مضي ثمانية أسابيع على بدء الدراسة، ذكر الباحثون أن امتصاص دهون النهاية 3 من الأسماك يتم بشكل أفضل من امتصاص تلك الدهون من المكمل الغذائي زيت كبد الحوت لأن الأسماك تحتوي على دهون النهاية 3 على هيئة دهون ثلاثيّة بينما دهون النهاية 3 في المكملات الغذائية تكون على هيئة إثيل الإستير، وعند امتصاص الدهون من الأسماك يحولها الجسم من دهون ثلاثية إلى الشكل الإستيري حسب حاجته. الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الغذائية ودهون النهاية 3 من الدهون عديمة التشبع، فهي تبقى على شكلها السائل حتى عند وضعها في الثلاجة، وقابليّة السيولة هذه تجعل منافعها الصحية لا تعدّ ولا تحصى. وهناك ثلاثة أشكال مهمة من أحماض النهاية 3 الدهنية وهي: حمض ألفا-لينولينيك وحمض إيكوسابينتيونك (EPA) الضروري لصحة القلب، وحمض دوكوساهيكسانيك (DHA) الضروري لنمو المخ والأعصاب. وقد تم تصنيف هذه الأحماض الدهنية كأحماض دهنية ضرورية لأدوارها الحيوية في صحة الجسم ولأن الجسم لا ينتجها بل يجب الحصول عليها من الأطعمة، خاصة حمض ألفا-لينولينيك الذي يمكن للجسم تحويله إلى الشكلين الآخرين من أحماض النهاية 3 الدهنية. وأهم مصادر دهون النهاية 3 هي بذر الكتان، والجوز (عين الجمل)، والأسماك وأهمها سمك السلمون وسمك القد وسمك الرنكة والأعشاب البحريّة، وبعض الخضراوات الورقيّة. وتنبع أهمية دهون النهاية 3 من كون كل خلية من خلايا الجسم محاطة بغشاء يتألف في مجمله من أحماض دهنيّة. وأغشية الخلايا هي التي تسمح وتتحكم بما يدخل الخلية من عناصر غذائية وما يُطرح منها من سموم. ولكي تقوم الخلايا بوظائفها يجب ان تتمتع جدرانها أو أغشيتها بالتكامل والنفاذية التي توفرها دهون النهاية 3 لتسمح للخلية بالاحتفاظ بالسوائل وبالعناصر الغذائية، وتمكنها من التخلص من السموم ونواتج الاحتراق.