تاح نوع من الطيور الاسترالية الفريدة من نوعها والتي يحتوي ذيلها على ريش كثير الألوان دقيق التفاصيل وتجمع في صفاتها بين الطاووس والببغاء أدلة للباحثين على أن خطوات الرقص والموسيقى ترتبط ارتباطا وثيقا في كل من الحيوانات والبشر. ويقول باحثون إن الطائر الذكر من هذا النوع من الطيور التي يطلق عليها طيور القيثارة (أو مينورا نوفايهولانديا) يسعى للفوز بقلب إحدى الإناث لتصبح محبوبته من خلال القيام باستعراض يحرك فيه جسمه بطريقة تتوافق مع الأغنيه التي يشدو بها وذلك بطريقة إيقاعية راقصة. وتعد نتائج هذا الاكتشاف إضافة إلى أدلة مستقاة من ثقافات إنسانية منتشرة في جميع أنحاء العالم مفادها أن الموسيقى والرقص مرتبطان بشدة. وقالت أناستاسيا دالزيل الباحثة في الجامعة الوطنية الاسترالية والتي نشرت البحث في مجلة "كارانت بيولوجي" المتخصصة في علم الاحياء إن "ذكور طيور القيثارة لديها حركات رقص مختلفة تتواءم مع أغنيات مختلفة". وتعد حركات الرقص بمثابة أسلوب تجميلي طوعي مكمل للغناء الذي تقوم به الذكور من هذه الطيور. كما يمكنها أن تغني دون أن ترقص. وفي بعض الأحيان أيضا تخطئ في حركات الرقص التي تقوم بها، وهي ملاحظة جعلت دالزيل وزملاءها يشيرون إلى أن الرقص يمثل تحديا للطيور، تماما كما هو الحال بالنسبة للكثير منا نحن البشر. فكما يستمتع الكثير من الناس بالرقص، فإنه يعد أيضا أمر هاما للغاية بالنسبة للطيور. وقبل أن تتمكن الذكور من التزاوج، فإنه يتعين عليها أن تبهر الإناث بمهارات رقصها. وتجتهد الذكور كثيرا في رقصاتها خلال سنوات من الممارسة قبل أن تصل إلى مرحلة النضج. وفي موسم التكاثر، تقوم الإناث بزيارة العديد من الذكور لتفقد بروفات الغناء والرقص التي يقومون بها. لكن لم يتم التوصل إلى فهم تام لما تبحث عنه تلك الإناث - التي من الصعب إرضاؤها- بالضبط. وأضافت دالزيل: "في بعض الاحيان بعد ما يبدو لي أنه عرض رائع تماما من قبل أحد الذكور أشاهد أنثى تتركه لتتفقد جارا آخر له". وتبين الدراسة التي أجريت على هذا النوع من الطيور أن تنسيق الأصوات التي نصدرها نحن البشر مع العروض التي نقوم بها بأجسادنا لإظهار الجمال والرشاقة ليس أمرا قاصرا على الإنسان بشكل فريد.