شقت بحر الحياة.. تجرب الإبحار فوق الجبال وبين الصخور.. تزحف على الرمال.. ترفع أشرعتها للرياح.. تسقط الستائر على خشبه مسرح الأيام.. البطل يلعب دور المرشد والناصح الأمين..!! وهو الخبيث الظالم الدنيء.. يستمتع الجمهور.. يصفقون له مشدوهين.. البطل يتحرك على خشبة المسرح رغم ظلمة المشين.. يرفع اسم الدفاع عن الحرية.. وإقامة العدل.. ونشر السلام.. شعاره حمامة بيضاء..! تحمل غصن زيتون.. الجمهور مسرور لما يرى..!! البطل يتحدث بصمت.. ويعلن شجاعته رغم خوفه.. يهتز المسرح.. الجماهير تهتف.. أعجبتهم فصول المسرحية..!! يطالبون بالمزيد من الفصول الدامية.. والقصص المبكية.. رغم جهلهم لما يحدث.. رغم اشتراكهم في فصول المسرحية.. المشاهد تستعطف القلوب.. وتدر جواهر الدموع.. الجماهير تبكي.. وتبكي.. وهذا أقصى ما يملكونه من مشاعر.. تستمر المسرحية.. يستمر الظالم في ظلمة.. والجماهير في جهلها.. اليوم كالأمس يولد في لحظة حاسمة.. الجماهير تصفق وتصفق.. البطل مستمر في مسرحيته الهزلية.. كأنها واقع مصور.. السفينة تغرق.. والرياح تشتد.. والرمال تغلق الأبصار.. والجهل يغلق البصائر.. دخلت الجماهير المسرحية بجهلها.. وخرجت كما هي.. تستهلك.. ولا تنتج. تأخذ.. ولا تعطي. والبطل لا يزال يظلم والجماهير تصفق!! تصدعت السفينة.. بدأت تغرق في وحل الرمال.. تغرق.. تغرق المخرج يحاول إنهاء المسرحية.. والبطل يرفض إسدال الستار.. الجماهير تصرخ طرباً.. والمخرج يصرخ ألما.. والبطل يصرخ ظلماً.. والمسرحية مستمرة..