قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مع المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، إن نشر أي بيان أوروبي يندد بالاستيطان سيمس بجهود استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية. ونقلت صحيفة "هآرتس" أمس الجمعة، عن موظف حكومي إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن نتنياهو طالب أشتون أمس بمنع إصدار بيان أوروبي يندد بالإستيطان حالياً، لاسيما عشية مجيء وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية في إطار جهوده لتحريك المفاوضات. وقالت الصحيفة، إسرائيل حصلت أخيراً على عدة مسودات لبيان يعتزم وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إصداره ويتضمن تنديدا بالبناء في المستوطنات ووضع علامات على منتجات المستوطنات وينتقد القيود التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين في مناطق "ج" في الضفة الغربية، ويدعو إلى حل الصراع من خلال إقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. نتنياهو أكد في مؤتمره الصحافي أمس تفهّمه للوضع الاقتصادي لأميركا(أ.ف.ب) ووفقا للموظف، فإن نتنياهو قال ل آشتون، إن "مضمون البيان ليس لائقا وتوقيت نشره لن يساعد، وإنما سيضر" معتبرا أن "نشر البيان سيشجع الفلسطينيين على عدم العودة إلى طاولة المفاوضات". وأضاف نتنياهو أنه "إذا تم نشر البيان فإنهم (الفلسطينيون) سيعتقدون أنه بإمكانهم انتظار فشل جهود كيري لأن الأوروبيين سيدعمونهم بجميع الأحوال وسيلقون مسؤولية الفشل على إسرائيل". إلا أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي لم تؤخذ على محمل الجد حيث أدان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ألستير بيرت أمس الجمعة، العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين في اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال بيرت "أُدين الهجوم على قرية أبو غوش العربية في اسرائيل والكتابات العنصرية وتخريب ممتلكات سكانها، عقب سلسلة من الحوادث المروعة في اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة على يد مستوطنين متطرفين". ووصف العنف الذي يمارسه المستوطنون بأنه "ظاهرة بغيضة يجب التصدي لها بحزم". ورحّب بيرت ب"الإدانة الواسعة لهذه الهجمات في اسرائيل، وبإعلان حكومتها عن عزمها تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة". واضاف "سنناقش التقدم الذي انجزته الحكومة الإسرائيلية في ملاحقة مرتكبي الإعتداءات واتخاذ إجراءات حاسمة بحقهم، خلال زيارة النائب العام الإسرائيلي، يهودا فاينشطاين، إلى لندن الأسبوع المقبل". من جهة أخرى أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي تعليمات لمستشاريه والموظفين المهنيين في الحكومة، بعدم مطالبة الإدارة الأميركية استثناء إسرائيل من خطة تقليص الموازنة الأميركية، بعد أن تقرر خفض المساعدات العسكرية المخصصة لها مبلغ 175 مليون دولار. وقالت صحيفة "معاريف" أمس الجمعة، إن الإدارة الأميركية قررت تقليص 175 مليون دولار من المساعدات العسكرية السنوية لإسرائيل، بنسبة 5% من المساعدات السنوية التي يبلغ حجمها 3.1 مليارات دولار. وأضافت أن نتنياهو أصدر تعليمات لمستشاريه والموظفين المهنيين بمكتبه ووزارة الدفاع، عدم مطالبة الإدارة الأميركية باستثناء إسرائيل في خطة التقليصات التي تنفذها الإدارة. وأكدت الصحيفة على أن المسؤولين في إسرائيل "تنفسوا الصعداء" عندما أيقنوا أن تقليص المساعدات الأميركية لن يتعدى هذه النسبة، بعدما ساد تخوف في إسرائيل من تقليص المساعدات بنسبة أعلى. ونقلت عن سفير إسرائيل في واشنطن، مايكل أورن، قوله إن "إسرائيل لم تطلب استثناءها من التقليص، ونحن مستعدون للمشاركة في العبء". ووفقا للصحيفة فإن التقليص في المساعدات الأميركية لإسرائيل سيؤثر على قدرة إسرائيل لشراء طائرات مقاتلة من طراز "اف-35"، بعد أن كانت وقعت على صفقة لشراء 19 طائرة من هذا الطراز. ولفتت إلى أن التقديرات في إسرائيل هي أن الولاياتالمتحدة ستمول 75% من صفقة شراء هذه الطائرات، وأن التقليص سيؤثر على شراء المزيد من هذه الطائرات بالمستقبل وليس على الصفقة التي تم التوقيع عليها. ويتوقع أن يؤثر التقليص على حجم التدريبات المشتركة للجيشين الأميركي والإسرائيلي وعلى التمويل الذي أقرته الولاياتالمتحدة لمنظومات اعتراض الصواريخ، من نوع "القبة الحديدية" و"حيتس". وفي شأن آخر قالت الشرطة الاسرائيلية ان شابا يهوديا قتل بنيران حارس امن مدني في وقت مبكر أمس الجمعة في باحة حائط البراق (حائط المبكي عند اليهود) نظراً لاعتقاد الحارس بأنه فلسطيني مسلح. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزينفيلد ان الرجل صاح قائلا "الله اكبر" وادخل يده في جيبه قبل ان يطلق حارس امن النار عليه. مما أدى إلى إغلاق الموقع على الفور امام الزائرين انتظاراً لاستكمال التحقيق في الواقعة. وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة إن الحارس فتح النار بعد ان سمع الرجل يصيح قائلا "الله أكبر". وقال روزنفيلد ان الحارس اطلق الرصاص من مسدسه لانه اعتقد ان الرجل فلسطيني متشدد. واتضح ان القتيل اسرائيلي يهودي في الاربعينات من العمر. وأضاف روزنفيلد "يبدو ان ترديد هتاف الله أكبر كان السبب الذي جعل الحارس يسحب سلاحه ويطلق عددا من الرصاصات عليه" مضيفاً "نبحث عن الدافع" الذي جعل القتيل يهتف. ووقع الحادث في الوقت الذي تجمع فيه مئات للصلاة عند الحائط الغربي وهي منطقة من أكثر المناطق حساسية في القدس ويصلي عنده الالاف كل اسبوع. والحائط الغربي متاخم للمسجد الاقصى.