شارك هوبر رحالة فرنسي زار عنيزة في شهر رمضان 1297ه (أغسطس 1880م) ولفترة قصيرة، وقلما يرد ذكره على الاطلاق، فلا أحد يهتم إلا برحلة هوبر إلى تيماء وما حولها، من أجل حجر تيماء. قال هوبر عن عنيزة «عنيزة التي تطل عليك بمظهر عظيم وأنت قادم من الشمال.. جاء هوبر إلى شبه الجزيرة العربية بتكليف رسمي وبمهمة علمية واضحة من الحكومة الفرنسية. وكان عالم آثار طموحاً ومهتماً بالشرق العربي الإسلامي قام برحلته الأولى 1879-1882م ثم الثانية 1883-1884م في طريقه إلى عنيزة، مر بوادي عنيزة (وادي الرمة) وتحدث عن الوادي بشيء من التفصيل والمعلومات المفيدة. ومما جاء في كتابه (رحلة في الجزيرة العربية الوسطى): وبعد سير دام من الخامسة حتى الثامنة ليلاً (من منطقة الخبوب) وصلت وادي الرمة أولى شجرات النخيل فيه، وقد لزمني نصف ساعة لاجتياز الوادي وبلوغ النفوذ مجدداً على الضفة اليمنى. كان الوقت قد أصبح متأخراً جداً لدخول عنيزة لذا خيمت عند حافة الوادي قرب كوخ فلاحين نواطير النخيل. جزء من وادي الرمة الذي يمر قرب عنيزة مزروع كلياً بالنخيل الذي يخص سكاناً في هذه المدينة. ومن الإثمار حتى قطاف التمر يسكن فلاحوهم فيه مشكلين قرية تدعى الوادي وخلال الشتاء يقيم قسم من هؤلاء السكان في المدينة. لا يتجاوز عمق الماء في هذا الجزء من الوادي متراً أو مترين عن سطح الأرض بحيث لا يحتاج النخيل إلى السقي كما هي الحال في أماكن أخرى. زراعة النخيل في وادي الرمة قديمة جداً ثم يتابع في صبيحة اليوم التالي سرت عند شروق الشمس ووصلت بعد ساعة أمام عنيزة التي تطل عليك بمظهر عظيم وأنت قادم من الشمال. ثم أمضيت أكثر من نصف ساعة لاجتياز البساتين والمنازل الأولى لبلوغ قصر الأمير زامل. كان الأمير زامل الذي أدى دوراً مهماً في تاريخ بلاده قد بلغ الثانية والخمسين، وهو رجل صغير القامة أعرج بسبب رصاصة أصابته خلال الحرب. جبهته عريضة وعيناه الحيويتان شديدتا الذكاء ثم يصف مدينة عنيزة ويقول عنها: تتكون في الخارج من الشبيبية على مسافة تسعة أميال إلى الجنوب وهي قرية مهدمة لم يبق منها سوى القصر وهو أيضاً بات اطلالاً، في الشتاء تزرع فيها أحياناً حبوب وعلى مسافة سبعة أميال شرقاً روضان العوشزية وفيها 1000 نسمة، وأخيراً الوادي في الشمال ويضم 500 نسمة تقريباً وبرأيي أن عنيزة بالذات تعد ما بين 18000 و20000 نسمة على أبعد تقدير، وفيها خمسة عشر مسجداً وأربع مدارس واحدة منها للبنات.