بمناسبة الاحتفال باليوم العربي لكفاءة الطاقة أكتب هذه الأسطر عسى أن تلقى صداها لدى المستهلك لترشيد ورفع كفاءة استهلاكه من الطاقة سواء في المنزل أو المكتب أو المصنع. فلا يختلف استخدام الكهرباء عن استخدام الوقود، فكيفية قيادة سيارتك يؤثر مباشرةً على كمية الوقود التي تستخدمها، فقيادتك السلسة تحد من استخدامك للوقود وتحافظ على سلامة سيارتك، وكلما خف وزن سيارتك كلما زاد توفيرك للوقود. هكذا تؤدي هذي الطريقة البسيطة الي تقليل كمية الوقود التي تستخدمها سنوياً، ويمكن تطبيق نفس النظرية على استخدامك للأجهزة الكهربائية بما يعادل "قيادة جهازك بسلاسة". ان كيفية استخدام ألأجهزة بأكثر كفاءة يؤدي الى خفض كمية الكهرباء التي تستخدمها وينعكس ايجابيا على مصادر الطاقة في هذا البلد وكذلك اعتمادك على نموذج لشراء الاجهزة الأكثر كفاءة. فلا تتوانَ في ضبط كيفية استخدامك للأجهزة الكهربائية في منزلك لترشيد استهلاك الطاقة، فانها استراتيجيه لن تكلفك إلا القليل ولكنها تؤثر إيجابيا على طبيعة حياتك. لذا تستطيع كمستخدم ان تخلق وفرة في كمية الطاقة التي تستخدمها بضبط سلوكك الاستهلاكي منها. لقد أوضحت دراسة استرالية بعنوان "تخفيض استهلاك الكهرباء" للدكتور مارتن قيل، ان الماء الساخن (السخانات) تستهلك (31%) من اجمالي الكهرباء المستخدمة في منزلك وتعتبر أعلى نسبة مستخدمة للطاقة ولكن هناك استراتيجية بسيطة تخفض من استخدامك للطاقة، حيث ان المساهم الرئيس في استخدام الماء الساخن هو الاستحمام، فتستطيع تقليل مدة الاستحمام وتوفر ليس فقط الكهرباء بل ايضا كمية الماء. وللأسف عندنا في السعودية نعتبر الاستحمام رحلة في أعماق البحار فلا نطفئ السخانات بل يستمر في غليانها في طقسنا الحار الذي لا تغيب عنه الشمس في معظم العام. أما التدفئة والتبريد فتستهلك 17٪ من الكهرباء بينما في السعودية النسبة اكثر بضعفين لطول فصل الصيف وحرارته الشديدة. فلو ضبطنا عدادات الحرارة لوفرنا من الكهرباء وذلك بزيادة درجة البرودة بدرجتين في فصل الصيف وبأقل في فصل الشتاء. كما ان عزل الاسقف والجدران يقلل من احتياجاتنا لطاقة التدفئة والتبريد. وكثيراً ما نغفل تسرب الحرارة أو البرودة عبر النوافذ الكبيرة وعن طريق الثغرات حول الأبواب والنوافذ. كما يفضل في المناخ الجاف استعمال تكييف الهواء المبخر بدلا من تكييف الهواء. أما الثلاجات فتستهلك 11% من الطاقة، فبضبط عداد درجة التبريد سيخفض من استخدامك للكهرباء، فعند تخفيضك للحرارة بشكل كبير يزيد من استخدام الكهرباء ويؤدي الى تراكم الجليد، بينما أدوات الطبخ تستهلك 10%، خاصة باستعمال الأفران لمده أطول والأضواء تستهلك 7% من الكهرباء. ان الاجهزة السابق ذكرها تستهلك 76% من اجمالي الكهرباء المستخدمة والتي يمكن ترشيدها باستعمالها عند الحاجة ولمدد أقل، اما رفع كفاءتها فيكون باستعمال الادوات الاعلى كفاءة والتي تخفض الاستهلاك بنسبة قد تصل الى 15% وكذلك تخفض فاتورة الاستهلاك. لقد عانت السعودية من دعم الكهرباء الذي كبدها 143.4 مليار ريال فقط في الفترة ما بين 2009 و 2011 بنمو بلغت نسبته 41% (وكالة الطاقة الدولية)، فلماذا لا نساهم في خفض هذا الدعم الهائل من خلال ترشيدنا ورفع كفاءة اجهزة منازلنا. تماشياً مع منع مصلحة الجمارك استيراد المكيفات متدنية الكفاءة في 7/9/2013، تطبيقا للمواصفة القياسية السعودية التي سوف تؤثر مباشرة على رفع كفاءة المكيفات، بالإضافة الى تطبيق وزارة المياه والكهرباء للعزل الحراري، بمدينة الرياض كمرحلة أولى، يلي ذلك تغطية باقي المدن والمحافظات، مما سيكون له ايضا تأثير ايجابي على استهلاك الكهرباء. اننا نطلب من وزارة الكهرباء تحديد سقف أعلى لترشيد وكفاءة الكهرباء، عندما يتجاوزه المستخدم تقوم الشركة بإشعاره بفاتورته، بينما الذي لا يتجاوزه يتم منحه خصما على فاتورته. وأقترح هذا القانون "على تجار التجزئة توفير اجهزة كهربائية ذات كفاءة عالية وتوفير المشورة لعملائها".