يعتبر العلاج الترفيهي والرياضي بمدينة سطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية من الأساليب العلاجية الناجحة لتعزيزها نشاط العضو الضعيف عند المريض دون إحساسه بأنه يتلقى نوعاً من العلاج وبالتالي يندمج في عملية الترفيه والمتعة. وفي هذا الصدد يقول ل «الرياض» محمد الجوني اختصاصي علاج ترفيهي وتدريب رياضي للمعوقين بمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية: «في تعريف العلاج الترفيهي هو أن تعمل مع المريض من خلال اللعب، ونبدأ بأن نقيم المرض مع فريق العلاج والمكون عادة من طبيب التأهيل واختصاصي العلاج الطبيعي واختصاصي العلاج الوظيفي والطبيب النفسي والتمريض، بعدها نركز على نقاط الضعف عند المريض سواء من الناحية العضلية أو الذهنية أو حتى الاجتماعية. أنشطة العلاج الترفيهي ويضيف الجوني بقوله: ان أنشطة العلاج بالترفيه مختلفة أبرزها الرياضة فمن خلال ألعاب رياضية حركية وكذلك الألعاب الخفيفة اليدوية التي يمكن لمريض السرير أن يمارسها وهناك الأعمال الفنية بأشكالها المتعددة وحسب قدرة كل مريض ومجموعة الطهي للنساء والرجال على وجه سواء إضافة إلى الأنشطة الاجتماعية الخارجية التي تشمل زيارة الأسواق والمجمعات التجارية كما أنه لدينا ألعاب وأنشطة خاصة بالأطفال. ويؤكد أن النشاط الرياضي الحركي الذي يقوم به المرضى مثل كرة السلة وتنس الطاولة وكرة المضرب يتطلب حركة من المريض ويساعده على استخدام قدراته الجسدية المتوافرة، فكرة السلة مثلاً يجب أن تمارس على الكرسي المتحرك بغض النظر عن نوعية الإعاقة، حيث إنه حسب التصنيف المتعارف عليه دولياً لا يمكن لمعوقين على كرسي اللعب مع معوق يمكنه الوقوف والسير لما فيه من خطورة إصابته بسبب الكراسي. ومن خلال ممارسة المريض للأعمال الفنية نحصل على نتيجة مرضية بالنسبة للحركة الدقيقة للأنامل وفي نفس الوقت يجبره على التركيز ذهنياً - خاصة للمرضى المصابين بالجلطة الدماغية حيث غالباً ما يعانون من تشتت ذهني وعدم تركيز - على إنتاج العمل والخروج به بشكل نهائي دون أن يلقي بالاً للجهد الذي يبذله أثناء عملية التنفيذ. ونحن نشجع المريض بأن ننجز عنه - في بداية الأمر - أكبر قدر من العمل وما يتطلب جهداً كبيراً خاصة فيما يحتاج إلى تقنية معينة، حتى لا يشعره بالإحباط ثم تدريجياً نساعده على إنجاز العمل بالكامل. كما أن الإنتاج نفسه يتحول إلى مصدر اعتزاز للمريض ونحن نحرص على أن ننمي في المريض حب هواية معينة والتي من الممكن أن تتحول من هواية إلى حرفة قد تدر عليه مالاً. ويعد النشاط الفني بالنسبة للمريضات وقتاً مسلياً ومفيداً حيث نقوم بتدوير الخامات المنزلية كافة التي قد يراها الشخص غير ذات فائدة - ونعيد استخدامها لصنع اكسسوارات مختلفة، منها الاكسسوارات النسائية ولكل بأقل تكلفة مما يمتع المريضة ويشعرها بإمكانية ارتداء شيء من صنع يدها، وهناك فكرة إقامة معرض لكل ما صنعه المرضى بأيديهم، كنوع من التشجيع. أما بالنسبة للرحلات الخارجية ففيها كثير من تدريب المريض على الاعتماد على النفس في مسألة التسوق لنفسه وكذلك التواصل مع الآخرين والتغلب على رهبة الخروج إلى المجتمع بإعاقته. وفي هذه المرحلة نبدأ بأن نهيئ المريض لمقابلة الجمهور ببساطة كونه على كرسي متحرك أمر طبيعي للغاية وأنه مثل الآخرين جاء ليشتري ما يحتاجه وبشكل تلقائي. وبعد الساعة الأولى نجد المريض وقد أصبح يتصرف بشكل طبيعي ويتحرك وحده في المحلات دون الحاجة لمرافقتنا. وفي هذا ناحية أخرى علاجية وهي اعتماده على نفسه في مسألة الحساب والدفع. أما مجموعة الطهي بالنسبة للرجال فعلى الرغم من أنه في بداية الأمر يراها أمراً محرجاً وقد يكون غير مقبول اجتماعياً إلا أنه سرعان ما يكتشف أهمية اعتماده على نفسه في مسألة الطهي خاصة لو كان يعيش وحده أو حتى مساهمة منه في أعمال المنزل. ومع الوقت تظهر اقتراحات طهي مختلفة وتجارب ووصفات جديدة. إضافة إلى أن مجموعة الطهي هي نوع من العلاج الجماعي والتواصل واكتشاف قدرات أخرى لدى كل شخص، فبعضهم يتمتع بمهارات وخبرات يستفيد منها الآخرون كما يصبح بينهم تقارب خاص. يتدخل العلاج الترفيهي في كل الحالات المرضية وبترشيح من طبيب التأهيل خاصة للمرضى الذين يستدعي علاج حالتهم إقامة طويلة في المستشفى حتى يشعر المريض بأن له «أصدقاء» في المستشفى. وأن إقامته ترفيهية فيها الكثير من التواصل مع طاقم العلاج الترفيهي ومع المرضى الآخرين فكأنما له أسرة وأصدقاء يهونون عليه فترة الإقامة بالتسلية والترفيه والزيارات الخارجية وفي نفس الوقت التأهيل. ومن واقع علاقتنا بالمريض - التي تصبح مع الوقت أقوى من علاقته ببقية طاقم التأهيل - يمكننا تطبيق الخطة العلاجية ومناقشتها مع بقية طاقم التأهيل والتركيز على ما يحتاجه سواء من الناحية الجسدية أو النفسية. تبدأ عملية العلاج الترفيهي من وقت وصول المريض إلى المستشفى وحتى عندما يكون في السرير. العلاج الرياضي من جهته يقول عبدالله الفيفي - وقد كان من مرضى المستشفى الذين تم تركيب طرف صناعي لهم وهو عضو في اتحاد المملكة لذوي الاحتياجات الخاصة في كرة السلة ورياضة الجري، ويتلقى تدريباً متواصلاً للمحافظة على التقنية واللياقة، وقد تم تعيينه في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية مسؤول علاج ترفيهي ورياضي «اساهم في تدريب المرضى رياضياً من واقع تطبيق التدريب الذي احصل عليه وغالباً ما يستفيد المرضى بشكل كبير من العلاج الترفيهي والرياضي والذي يركز على تقوية لياقتهم ومشاركتهم في الألعاب المختلفة كما أنني اتابع المرضى من وقت دخولهم حتى قبل أن يتمكنوا من ممارسة أي نشاط رياضي، فمثلاً توليت موضوع مريض كان يعاني من تقرحات سريرية عندما ادخل المستشفى وطلب مني الطبيب النفسي متابعته حيث انه كان يعاني من بعض الاكتئاب لعدم قدرته على القيام من السرير ولا حتى الجلوس في كرسي متحرك، فكنت اقضي معه وقتاً في غرفته اتحدث إليه وامازحه وألعب معه ألعاب تتناسب مع وضعه فكان يتطلع لهذه الفترة من النهار، حيث إن موعد الزيارة يكون في ما بعد الظهر وبالتالي يصبح النهار طويلاً ومملاً بالنسبة له، حتى تمكن من القيام من السرير فبدأ مرحلة الألعاب الرياضية والمشاركة في الأنشطة الأخرى».