استبشر أهالي منطقة جازان عامة ومحافظة فرسان خاصة بقرار مجلس الوزراء القاضي بتأمين ثلاث عبارات بحرية جديدة ذات مواصفات فنية متقدمة بدلاً من العبارات الحالية لنقل الركاب بين جازان وفرسان. هذه الفرحة التي عمت أرجاء المنطقة تعد لفتة كريمة من ولاة الأمر - حفظهم الله - وهي ليست غريبة فالمكرمة تضاف إلى العديد من المكارم. وباستنطاق هذا الحدث أكد الجميع بأن الموافقة السامية على تأمين ثلاث عبارات سوف تساهم في النقلة الحضارية التي تعيشها المنطقة وتجسيدا لما يوليه ولاة الأمر - حفظهم الله - لتوفير كافة الاحتياجات الضرورية لأبناء منطقة جازان وإذا ما قرأنا أيضا الوضع الفني والتشغيلي للعبارات الحالية التي عملت بطاقة أكثر مما تحتمله وهي عرضة للعطل في أي وقت وجميع تلك المعديات قد انتهى عمرها الافتراضي. وما أن عرض الأمر على أنظار ولاة الأمر لإيجاد الحل المناسب والسريع لمعالجة الوضع قبل توقف عمل العبارات والذي سيؤدي إلى توقف نشاط وحياة سكان فرسان والإدارات الحكومية. الجميع في جازان أشاد بدور ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الذي نذر نفسه لخدمة أبناء هذا الجزء الغالي ولتنفيذ تطلعات ولاة الأمر القاضية بالمحافظة على أرواح وممتلكات المواطنين وخشية من وقوع كارثة لا قدر الله وضع سموه الأمر بين يدي ولاة الأمر حيال تأمين عبارات جديدة لخدمة السكان والأهالي والإدارات الحكومية وتحقق الأمل والحمدلله بعد دراسة الموضوع من عدد من الزوايا وبحث الموضوع من كافة جوانبه. والحديث عن العبارات الثلاث ووضعها الفني والتشغيلي كالتالي: المعدية فرسان الطول «51م» الحمولة «100 - 150» راكبا + 25 - 30 سيارة، تعمل المعدية فرسان بالخدمة منذ عام 1398ه أي منذ ما يربو على 28 سنة وقد انتهى العمر الافتراضي لتشغيلها وعند اجراء آخر صيانة شاملة لها رفضت جميع هيئات التصنيف الدولية إعادة تصنيفها وتم إيقاف شهادة التصنيف الخاصة بها بل تعدى ذلك إلى حد سحب شهادة التصنيف المؤقتة التي غالباً ما تمنح خلال فترة الاستثناء للسفن بصفة مؤقتة. وقد حدثت عدة أعطال وتوقفت المعدية عن العمل لوجود عطل بالمكائن وبمعدات التعفيش وتعذر الحصول على قطع الغيار لكون الشركات التي تؤمن قطع الغيار قد أوقفت خطوط انتاجها القديمة. المعدية العارض الطول «48»م، الحمولة «150 - 200» راكب + 20 سيارة، تعمل المعدية العارض بالخدمة منذ عام 1983م أي منذ 22 سنة وقد انتهى العمر الافتراضي لتشغيلها وقد تم اجراء آخر صيانة شاملة عام 1422ه وتوقفت عن العمل ستة أشهر لإجراء الصيانة. المعدية البرق الطول «48» م، الحمولة 150 - 200 راكب + 20 سيارة، تعمل المعدية البرق بالخدمة منذ عام 1983م أي منذ 22 سنة وقد انتهى العمر الافتراضي لتشغيلها وقد تم اجراء آخر صيانة شاملة لها عام 1423ه وفي حال توقف المعدية العارض فإن المعدية البرق لا يمكن تشغيلها يومياً حيث ستنظم رحلاتها يوماً بعد يوم وفي هذه الحالة سيتضرر سكان جزيرة فرسان وفي حالة تشغيل العبارة يوميا فإنها ستكون عرضة للعطل في أي وقت ومع توقفها سيتوقف النقل من وإلى فرسان بشكل نهائي، ومعلوم ان المسافة بين فرسان وجازان ثلاثون ميلاً بحرياً أي ما يعادل 50 كيلومترا ولكون هذه المعديات هي الوسيلة الوحيدة التي تعمل بنقل الركاب والسيارات واحتياجات المواطنين في جزيرة فرسان فإن توقفها سوف يتوقف معه شريان الحياة في هذه الجزيرة. النقل الاستثماري تبنت امارة جازان العديد من الدراسات من قبل لجان عدة للحاجة الماسة القائمة إلى توفير وسائل نقل بحري من جازان وإلى فرسان ذات مواصفات فنية متقدمة لخدمة سكان ومرتادي جزر فرسان بأمان وتنشيط السياحة والاستثمار السياحي في جزيرة فرسان وتم ايضاح الوضع الفني والتشغيلي لهذه المعديات الثلاث والتي تعمل بطاقة أكثر مما تتحمل. هذه المعوقات تحملها أبناء المنطقة سنوات لكن ما أن صدرت هذه الموافقة الكريمة لتخفف المعاناة وأصبح الحلم حقيقة كون هذه العبارات الشريان الرئيسي الذي يغذي الجزيرة.