أيّام قليلة بين انفجارات لندن وانفجار بيروت كان على فرقة «يو بي» أن تعايش الانفجارين، فالفرقة العالميّة نذرت فنّها لخدمة القضايا الإنسانيّة وقضايا الشّعوب في الدّول النّامية على وجه الخصوص، وكانت ولا تزال تستوحي أغانيها من المآسي التي تحصل في مناطق مختلفة من العالم، خصوصاً في منطقة الشّرق الأوسط. ولعلّ حبّ الحياة وإرادة العيش في سلام تبقى أكبر. لجنة مهرجانات بيت الدّين التي تستقبل الفرقة، عقدت مؤتمراً صحفياً في فندق «موفمبيك» في بيروت، للإعلان عن حفل الفرقة بحضور أعضائها السّبعة بعد أن غاب أحد مغنّيها لإصابته بوعكة صحيّة، وأدارت الحوار مع الصّحافيين رئيسة المهرجانات السيّدة نورا جنبلاط، التي شكرت للفنّانين الإنكليز حضورهم إلى بيروت في هذه الأوقات العصيبة لمساندة الشّعب اللبناني، معتبرةً أنّ الأمر ليس بغريب عن تاريخ الفرقة الحافل بالكثير من التّضحيات لخدمة شعوب العالم المقهورة. فالفرقة بدأت مسيرتها الفنيّة قبل ربع قرن، وفي بيت الدّين، ينوي أعضاؤها الاحتفال بعيدهم ال25 معاً، حيث انطلقوا من المدرسة ليؤسّسوا فريقا غنائيا غلب على أغانيه طابع الالتزام، بدءاً من التأمّل في الفقر الذي يعاني منه العالم الثّالث، وصولاً إلى أغنية «كينغ» المهداة إلى المناضل الرّاحل مارتن لوثر كينغ، وقد تمّ إطلاق تلك الأغنية من دون دعم أو ترويج يذكر، إلا أنّها سرعان ما حلّت في المراتب الأولى من تصنيفات الأغاني. في نهاية الثمانينات، أسّست الفرقة شركة تسجيل خاصّة بها، وبدأت تظهر ميلاً نحو موسيقى الريغي، واحتلت أغانيها المراتب الأولى في أميركا وبريطانيا وكل دول العالم الغربي، ثم عملت على تطوير أسلوبها، وقامت بجولات على مختلف بلدان العالم. أعضاء الفرقة كانوا حاضرين لكل أنواع الأسئلة، فلدى سؤالهم عن مدى إسهام أغانيهم الملتزمة في نشر السلام في العالم، لم يتردّدوا في الإجابة بأنّهم ليسوا سياسيين، وأنّهم يغنّون للسلام لكنّهم لا يعرفون إذا كانت أغانيهم تساهم في صنعه، كما أوضحوا أنّهم يستلهمون من الحروب الدّائرة في المنطقة مواضيع أغانيهم. وعن احتفاظهم بشبابهم بعد مرور ربع قرن على احترافهم الفن، أجابوا بأنّ الشّباب ينبع من داخل الإنسان وينعكس على مظهره الخّارجي، وأنّ نمط حياتهم اليويم هو نمط شبابي. أعضاء الفريق أعربوا عن سعادتهم بزيارة بيروت والمشاركة في مهرجانات بيت الدّين التي تعتبر خطوة مهمّة في مسيرتهم الفنيّة، بما تؤمّنه من تواصل للفرقة مع الجمهور العربي.