ولدت جيسيكا كوكس بدون ذراعين ولكن المرة الوحيدة التي شعرت فيها هذه الفتاة البالغة من العمر 22 عاماً بأنها معاقة كانت عندما حاولت استعمال ذراعين صناعيين قبل عدة سنوات. وقد تحدثت جيسيكا التي تخرجت من الجامعة، فوصفت تلك التجربة بقولها: «كانت تجربة مذلة ومهينة بالنسبة لي. فقد كنت اساساً ممنوعة من القيام بما يمكن القيام به بصورة طبيعية بالنسبة لي». وما تقصده جيسيكا هو استخدام رجليها؛ ولا يوجد اي شيء لا تستطيع جيسيكا القيام به عن طريق اخمصي قدميها. فهي لا تأنف عن خلع حذائها وإنجاز المطلوب منها. وتستطيع جيسيكا الطباعة على الحاسب الآلي وتصفح الإنترنت بوضع لوحة المفاتيح والفأرة على الأرض. ويمكنها قيادة السيارة باستخدام قدمها اليمنى في عجلة القيادة وقدمها اليسرى في الدعس على دواسة البنزين والمكابح. ايضاً. تستطيع جيسيكا الرد على المكالمات الهاتفية الواردة على هاتفها الجوال واستخدام جهاز الصراف الآلي. كما انها تستعمل عدسات لاصقة لتسهيل مهمتها. وأقرت جيسيكا بأن احد اصعب المهام بالنسبة لها هو ارتداء الملابس؛ حيث كانت في بعض الأحيان تحتاج لمساعدة زميلاتها اللاتي كن يسكن معها في نفس الغرفة بالسكن الجامعي بجامعة اريزونا وذلك بصفة خاصة للأزرار الصغيرة والسحابات. وقالت جيسيكا: «وددت لو انني عشت طيلة حياتي في اجواء الحياة الدراسية بالجامعة حيث اشعر بالراحة. وبعد فترة وجيزة من البدء في المرحلة الجامعية في تكسون، غيرت جيسيكا مجال دراستها من الدراسات الطبية التمهيدية الى علم النفس لأن «العقل اقوى وأكثر فعالية من العاهات الجسدية» كما تقول. وفي قاعات الدراسة كانت تكتب دروسها على درج خاص يسمح لها برفع قدمها اليمنى تكون محاذية لدفتر المحاضرات. وبرغم النجاح الذي أحرزته جيسيكا، فإن بعض النظرات المزعجة والملاحظات المتطاولة لا مندوحة عنها ولا مناص منها. ففي هذا السياق، تؤكد جيسيكا موقفها بقولها: «ان اي شيء يتطلب مجهوداً بدنياً لا يندرج تحت قائمة ما يعد من قبيل التحديات التي اود التقاط قفازها؛ فهو لا يمثل تحدياً بالنسبة لي. وإن الناس هم من يعتقدون انني معاقة؛ ولست في حاجة لاستدرار العطف». وتأمل جيسيكا في ان تصبح متحدثة في مجال الدوافع التحفيزية بعد التخرج وتعلق على ذلك بقولها: «ما يراه الناس مدهشاً ومثيراً للاستغراب يكون عادياً بالنسبة لي. ولكن اذا كان ذلك يعطيهم الإحساس بالأمل والإلهام فإنني ارغب في هذه الحالة في ان يشاركونني افكاري وتجاربي من خلال الأحاديث التي سوف القيها على مسامعهم».