يعد ابن بطوطة سيد الرحالة في القرن الرابع عشر الميلادي - الثامن هجري فقد عاش أكثر من ثمانية وعشرين عاماً يتنقل في بلاد العالم بدأ رحلته من طنجة واجتاز شمال افريقيا إلى مصر والشام فالحجاز فأدى فريضة الحج ثم زار فارس وبلاد العرب وزار شرق افريقيا فالفرم وحوض الفولغا الأدنى فالقسطنينية ثم خوارزم وبخاري وكردستان وأفغانستان والهند، حيث خدم ملك دلهي ثماني سنوات ثم زار جزر المالديف وبعض جزر الهند الشرقية والصين وعاد إلى طنجة. هذا هو مخطط سير الرحالة ابن بطوطة ثم ما لبث أن عاوده الحنين إلى السفر فقام برحلتين قصيرتين إلى الأندلس والسودان. وقدرت المسافة التي اجتازها ابن بطوطة في أسفاره نحو 120,000كلم وكانت رحلة ممتعة وشاقة في ذات الوقت خاصة إذا عرفنا وسائل النقل والمواصلات في ذلك الوقت. ولم يكن ابن بطوطة رحالة فحسب بل كان عالماً وفقيهاً حيث درس العلوم الشرعية. لمحة عن حياته ولد ابن بطوطة في طنجة في 14 رجب 703ه 24/2/1304م. بدأ رحلاته وهو في الثانية والعشرين من عمره بدأ رحلته إلى الجزائر وتونس وليبيا وأعرس قبل أن يصل مصر. وكانت الاسكندرية أول مدينة مصرية ينزلها ثم انتقل إلى القاهرة ومنها رافق الحاج الافريقي إلى عيذاب ليجتاز البحر إلى الحجاز لكن «الحدربي» سلطان «البجاة» كان يومها في حرب، وقد خرق المراكب فلم يتيسر اجتياز البحر الأحمر فعاد إلى القاهرة وتوجه إلى الشام عن طريق سيناء فنزل في غزة ومنها إلى الخليل فالقدس. وبعد أن ينضم ابن بطوطة إلى الحاج الشامي فيحج يذهب إلى العراق ليعود منها إلى الحجاز فيحج ويدرس ويحج ثم يركب البحر إلى اليمن ثم يعود إلى شواطئ الجزيرة العربية الشرقية ثم يحج للمرة الرابعة ثم يذهب إلى مصر فالشام ومن اللاذقية يبحر إلى بلاد الروم، وهناك يتنقل من مكان إلى آخر حتى يصل إلى الفولغا والقوقاز، ويزور القسطنطية في حاشية «الخاتون بيلون» زوجة السلطان «اوزبك خان» وابنة ملك الروم. لقد وصف ابن بطوطة رحلته في كتاب سماه «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار». زواجه في الصين يتحدث ابن بطوطة عن زواجه في الصين فقال: في الثاني من شوال اتفقت مع الوزير سليمان على تزوج بنته فبعثت إلى الوزير جمال الدين ان يكون عقد النكاح بين يديه بالقصر فأجاب إلى ذلك، وحضر الناس وأبطأ الوزير سليمان، فاستدعي فلم يأت ثم استدعي ثانية فاعتذر بمرض البنت فقال لي الوزير سراً ان البنت امتنعت وهي مالكة أمر نفسها والناس قد اجتمعوا فهل لك ان تتزوج بربيبة السلطان؟ فقلت له: نعم. فاستدعى القاضي والشهود ووقعت الشهادة ودفع الوزير الصداق، ورفعت إليّ بعد أيام، فكانت من خيار النساء، وبلغ من حسن معاشرتها انها كانت إذا تزوجت عليها تطيبني وتبخر أثوابي وهي ضاحكة لا يظهر عليها تغير. توفي ابن بطوطة بالمغرب في عام 1378ه بعد أن بلغ من العمر 73 سنة.