التبغ الذي يقتل 6 ملايين شخص سنوياً، ويتسبب لمثلهم بعدد من الأمراض الصدرية، ظهرت له فوائد أخيراً! إذ عندما قرأت أحدث الدراسات التي يقوم بها فريق عمل جامعة (بروكلي) بولاية كاليفورنيا، أدركت تماماً أن الفرصة الآن متاحة أمام الجميع لتحويل استخدام هذا المنتج نحو فائدة تعم على الجميع. ففي الوقت الذي تحذر فيه الأممالمتحدة من مخاطر الإعلان عن السجائر في وسائل الإعلام كافة، وتنادي بوقف هذا الخطر الذي يغزو 78% من الشباب على مستوى العالم، يعمل فريق من الباحثين والعلماء المختصين على تحويل التبغ إلى وقود حيوي، من خلال تعديل جيني يعمل على زيادة نسبة الزيت فيه، والذي يمكن تحويله فيما بعد إلى مصدر طاقة للمركبات. قد يبرز أخيراً سبب يجعلنا نستفيد من هذا النبات الأخضر- الذي يجعل صدور آبائنا وأبنائنا أشبه بالمحاجر السوداء - وتحقيق فائدة تسهم في تحسين إنتاج الوقود عالمياً، والحدّ من تكلفته العالية. في هذه الحالة فقط يمكننا تشجيع إنتاج مزيدٍ من التبغ، عندما يتم توظيف إنتاجه بطريقة سليمة تفيد في تقدم البشرية، لاسيما مع تأكيد العلماء على أن هذا النبات ضار للإنسان. ولكن هناك بنية تحتية عالمية جاهزة لزراعته وحصاده وإنتاجه، وهو يعد خياراً ممتازاً لإنتاج الوقود الحيوي الذي يتجاوز إنتاجه اليوم 100 مليار لتر عالمياً، يتم استهلاك ما يقرب من 3% منها في النقل البري الدولي. مما لا شك فيه أن هناك معارضين لإنتاج الوقود الحيوي من النباتات (فول الصويا والذرة) لاحتمال تسببه بنقص الحبوب عالمياً، وتعزيزه لأزمة المجاعة العالمية. لكن مع وجود التبغ كبديل عن الحبوب في أن يكون مصدراً للوقود، سيكون هناك ارتفاع في قيمته نحو تحويل إنتاجه كمصدر للطاقة فقط، ليفهم من يشعل سيجارة بأن ذلك يشبه آلة حرق للوقود. * رئيس تحرير مجلة فوربس العربية