اختار نجم الهلال التاريخي سامي الجابر الباب الكبير حتى يعود إلى ناديه، ليسجل نفسه كأول مدرب سعودي يُعين رسمياً مدرباً لفرق الدور الممتاز بمختلف مسمياته من اعوام طويلة وليكسر القاعدة التي لطالما لازمت المدربين الوطنيين والتي تقول إن "المدرب السعودي مدرب طوارئ". وقدم الهلال مدربه الجديد مساء (الأحد) الماضي أمام حشود جماهيرية وإعلامية اكتظ بها معقل "الزعيم" في الرياض، وظهر الجابر وهو يرتدي لباساً شبه رسمي يرتديه معظم المدربين عند ظهورهم أمام كاميرات الصحافيين، وتحدث المدرب الجديد عن طموحاته وأهدافه وعن خطة عمله في المرحلة المقبلة، بعد أن وقع عقداً لموسمين قابل للتجديد وسط أنباء عن حصوله على مليون دولار عن الموسم الواحد. ويجيء تعاقد إدارة الهلال بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وسط ظروف عصيبة يمر بها الفريق والإدارة معاً، إذ على الرغم من العديد من الانتقادات التي وجهت لها والتي كادت أن تعصف بها قبل أقل من شهر حين ودع الهلال دوري أبطال آسيا واكتفى ببلوغ الدور ثمن النهائي، إلا انها وقفت صامدة أمام كل التنبوءات والأخبار التي أكدت رحيلها، غير أنها استخدمت هذه المرة ورقة النجم الجماهيري لإعادة الفريق للواجهة، إذ لم يكن موسم الهلال مثالياً ومرضياً بالقدر الذي يطمح إليه أنصاره وإن حقق بطولة كأس ولي العهد من أمام غريمة التقليدي النصر. واختارت الإدارة الهلال أن يقف الجابر في الواجهة في أول ظهور إعلامي رسمي بعد إخفاقات الموسم المنصرم، إذ ظهر وحيداً بجوار مدير المركز الإعلامي، واختار قياديو النادي البقاء بعيداً عن الإعلام حتى تواصل تنفيذ القرارات التي اتخذتها لتجهيز الفريق لاستحقاقات الموسم المقبل. والجابر المولود في ال11 من ديسمبر في العام 1972، يملك سجلاً هو الأبرز من بين اللاعبين السعوديين على صعيد تحقيق البطولات ويملك أرقاماً كبيرة على الصعيد الشخصي، فهو اللاعب العربي الوحيد الذي شارك في أربع بطولات كأس العالم، وسجل في ثلاث مونديالات هي 1994 و1998 و2006، في حين سجل نفسه كأول لاعب سعودي يلعب في الدوري الإنجليزي حين مثل فريق ولفرهامبتون الإنجليزي لمدة 6 أشهر قبل أن يعود لناديه ويواصل معه حصد الألقاب، حتى أعلن اعتزاله في صيف العام 2006. وانضم الجابر للطاقم الإداري المساعد في الهلال بعد اعتزاله، وشهدت تلك الفترة تألقاً كبيراً ل"الزعيم" بقيادة البلجيكي اريك غيرتس، قبل أن يغادر الأخير لتدريب منتخب المغرب، ويبقى في منصبه بجوار كل من الألماني توماس دول والتشيكي هاسيك والأرجنتيني كالديرون، قبل أن يعين رسمياً مدرباً للهلال في آخر مباريات الهلال في موسم 2011 أمام الاتحاد ليستعين برفيق دربه فيصل أبو اثنين الذي قدم كمساعد للجابر. وفضل الجابر الذي يلقب ب"الذئب" الرحيل إلى فرنسا بعد أن حصل على شهادة تدريبية متقدمة من المعهد الإنجليزي للتدريب الذي أقام دورة مكثفة ومتقدمة لمدربي كرة القدم بحضور اثنين من اهم الأسماء التدريبية الكبيرة وهما مدرب آرسنال الإنجليزي الفرنسي آرسين فينغر والبرتغالي الشهير جوزيه مورينهو، قبل أن يتوجه إلى نادي أوكسير العريق ليعمل ضمن طاقمه الفني لمدة عام، في حين خاض الجابر تجارب نظرية ناجحة حين انضم لطاقم قنوات الجزيرة الرياضية وجلس بجوار العديد من الأسماء اللامعة لتحليل العديد من المناسبات الكروية الهامة على الصعيد الدولي. وسيكون الجابر أمام مهمة صعبة للغاية، فالهلال الذي خرج منه الجابر وصنع منه اسماً لايضاهى في كرة القدم العربية يمر بمرحلة من اللاتوازن، والجابر نفسه يقف لأول مرة على رأس جهاز فني، ويسعى لأن يحقق نجاحاً كبيراً مثل الذي تحقق حين كان لاعباً وعضواً في الطاقم الإداري ومديراً عاماً لكرة القدم. وتدور أنباء عن منح الجابر صلاحيات واسعة فيما يخص التعاقد مع اللاعبين الأجانب والمحليين، وهو مابدت بوادره تتشكل حين منح الصلاحيات كافة لاختيار طاقم معاونيه الذي يضم مساعداً انجليزياً يدعى جيم جيلجان ومدربين مختصين بالجوانب اللياقية ويحملان الجنسية الفرنسية هما آلن ميتو ونيكولاس بجانب مدرب مختص بتقنية المعلومات يدعى كريم الإدريسى فضلاً عن استعادة مدرب الحراس السابق الألماني جورج هاسنا، فيما اتخذ الجابر قراراً بالإبقاء على الجهاز الطبي، في وقت اتخذ الجابر قراراً بإعارة عدد من اللاعبين والتخلي عن عدد آخر، والاكتفاء ب28 لاعباً من بينهم اربعة حراس مرمى.