إن قلت ان اعصاراً من الألم يقبع داخلي فلن افي الوصف حقه.. فما اشعر به لم تخلق كلمة تعبر عنه حتى الآن.. وأنا اقف امامه عاجزة.. ادعو الله وحده ان يزيل همي ويفرج كربي كي ارتاح من هذه الدنيا الغريبة التي اختفى فيها الصدق والحب والوفاء.. ولم يبق سوى الخداع والاستغلال والكراهية.. لم نعد نرى تلك البسمة النقية.. ولا تلك الاعين المحبة.. ولم تعد تصل الى مسامعنا كلمات الحب والصداقة الحقة.. ولم تعد الايدي الدافئة تمسح على رؤوسنا وتجمع قطرات دمعنا. الكل مشغول في تحقيق مصالحه ومكاسبه.. يركض وراء غايته كالأسد الجائع.. ولا ينظر الى من داستهم قدماه وتألموا.. ولم يلتفت الى الآلام والآهات من حوله.. كل ما يراه هو ما يريده فقط، وحين يحصل عليه ينظر حوله فلا يجد احداً يشاركه فرحة النصر.. فقد قتل الكثير من احبته في اثناء مسيرته.. واوقع الكثيرين باندفاعه.. والآن هو وحيد ينزوي في ركن غير بعيد وقد افاق من الصدمة.. ويشعر بذلك الشعور الرهيب.. الألم. ولكن هل ينفع الندم.. لا أظن ذلك؟ وياليتني استطيع ان اعود بالزمان الى الوراء.. الى تلك الحياة البسيطة المليئة بالحب والدفء والصدق والوفاء.. ليتني املك العصا السحرية وامحو بها ما في القلوب من احقاد وما في النفوس من الم واحزان.. لأنشر السعادة.. وارسم البسمة بأناملي على شفاة جميع البشر.. واضع رأسي على وسادتي بعد يوم جميل وكلي حماسة للقادم الأجمل.. فأين تكونين يا أيامنا الجميلة؟