حظي "عميد الأندية" السعودية بمزيد من الإعجاب لدى الكثير من النقاد ومتابعي الكرة السعودية، هذا الإعجاب الذي يستحقه الاتحاد جاء مبنياً على معطيات واضحة للعيان لا يمكن تجاوزها دون الحديث عنها والإشادة بها، فالفريق يؤدي بصورة ممتعة للغاية وهي اللغة التي يفضلها أنصار كرة القدم، باعتمادها مفردات السلاسة والاتقان والمهارة علاوة على الاستمتاع الذي يلعب به اللاعبون ما ينعكس إيجابياً على الأداء داخل الملعب، ومن المعطيات التي تجعلنا نعجب بالاتحاد هو مجموعة الشبان التي يعتمد عليها الفريق، مشكلين حلقة متكملة من التناغم مع لاعبي الخبرة القليلين الذي يمثلون الفريق، ففريق يعتمد على هؤلاء الصغار لا بد أن يضع الثقة فيهم وهذا ما فعلته الإدارة الاتحادية أولًا قبل أن تدفع بهم داخل المستطيل الأخضر، عندها ستكون النتائج جالبة للذهب. ومن المعطيات التي جعلتنا ننبهر بالاتحاد هو إصرار الإدارة الاتحادية بقيادة الثنائي محمد فايز وعادل جمجوم على تطبيق سياسة الاحلال والإبدال، وهي السياسة التي ذهب ضحيتها قائد الفريق محمد نور وحمد المنتشري ورضا تكر ومبروك زايد ومشعل السعيد، في قرار سجل لغطاً كبيراً من قبل بعض الاتحاديين والرياضيين بوجه عام، باعتبار أن هذا القرار كان زلزالاً حقيقياً لم تقدم عليه أي إدارة سعودية من قبل. وعلى الرغم من حملات التشكيك التي طالت فايز وجمجوم إلا أن الاثنين ومعهما القلة المحبة للاتحاد وقفت عصية دون الانكسار أمام موجات النقد والتجريح الذي وصل إلى الأمور الشحصية في أحيان كثيرة. فايز وجمجوم نالا سريعاً جائزة قرارهما التاريخي فجاء الذهب محملاً على سفن الاشادات والتبريكات التي انهالت عليهما من منتقديهما قبل المساعدين لهما. "النوايا الصادقة" هي من جعلت فايز وجمجوم يجتازان كل الطرق التي زرعت من قبل المنتفعين من الكيان الاتحاد واسمه العريق بالكثير من العراقيل. ومن المعطيات التي لا يمكن تجاوزها عند الحديث عن الفريق البطل هو قدرة المدرب الشاب الاسباني بينات على إعادة المتعة من جديد لمباريات كرة القدم في السعودية؛ بعد أن فقدت طوال سنوات ماضية، معتمداً على شبان يتقدون حماساً متى أعطيت لهم الفرصة، التناغم الذي شاهدناه بين بينات واللاعبين كان واضحاً للعيان، فالمدرب الشاب الذي لا يملك سجلًا مطرزاً بالإنجازات، كان يحترق حماساً وتشجيعاً وهو يقطع دكة البدلاء ذهاباً وإياباً محفزاً ومنبهاً وتارة صارخاً في وجه أحد اللاعبين، عندما تشاهد بينات وهو بهذه الصورة يخيل لك أن هذا المدرب يبذل من الجهد البدني والعقلي والنفسي بالدرجة التي يبذلها اللاعبون داخل الملعب. ولا يمكن تجاوز الحديث عن الجمهور الاتحادي الذي كان داعماً حقيقياً لفريقه وإدارته ولاعبيه ولم يعير المثبطين لعزيمة الإدارة أي اذان صاغية، واستمر في دعم فريقه بصورة تدعو للإعجاب، تاركاً للذين يتمنون سقوط الإدارة الحسرة والألم. حقق الاتحاد بطولته الكبيرة وكان أهلاً لها، ونال إعجاب الجميع باتفاق منقطع النظير من جميع فئات الرياضيين والنقاد الذين صفقوا لهذا الفريق الشاب وإدارته المحنكة، مرددين مقولة بالفعل يستاهل الكأس من شاله.