رحمك الله يا والدي؛ كم كنت عظيماً رحوماً براً كريماً، وكل الصفات الحسنة كانت عنوانك في حياتك ومماتك. فقدناك نعم والله وأي فقد إنه فقد الروح عن الجسد فقدنا الحياة بكل معانيها. ابي: بعد وفاتك كتبت قصيدة من عشرين بيتاً وصفت فيها ما حل بي وما أنت بالنسبة لي، وكانت القصيدة الأولى في حياتي وقد كتبت في مقدمتها إنني لست شاعراً ولم أكن شاعراً في يوم من الأيام، ليس عجزاً ولكن يالموقف أكبر من أن أكتب قصيدة، وماذا عساي أن أقول فيها، لأنك تملك في أعماقي أكبر من الشعر والكتابة. ولكن اليوم وأنا أكتب هذه الأسطر ليس تذكراً لك فأنت في سويداء القلب حتى ينطفئ وهجه. وعندما تعرضت لبعض المشاكل الصحية وأجريت لي عملية قلب مفتوح في العام الماضي كنت هناك في شراييني وعروقي حاضراً؛ ولكن مقصود كتابتي هذه هي لأطمئنك إنك معنا في كل شيء وذكرك على كل لسان وأبشرك خيراً بأنه يدعى لك في كل صغيرة وكبيرة بما حباك الله من صفاته الحميدة وسيرتك العطرة وما قدمت لربك ولأهلك وللناس أجمعين. وأهم هذه النعم أن قيض الله لك خلفة صالحة تمسكت بتعاليمك وترتيبك التي تعبت عليها في حياتك والحمد لله وعلى رأسهم والدي وأخي الكريم الشهم سعود بن عبدالله بن طالب أطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية وبارك الله له في ماله وعياله. فبابك يا بوسعود مفتوح؛ ودكتك على ما هي عليه في حياتك كرما تستقبل القاصي والداني واليد سخية ممدودة لكل محتاج. فهنيئاً لنا به، وقد أكد ذلك من خلال بيت شعر من قصيدته حيث قال: عهدٍ علي لأكمل الدرب للحد زرع زرعه العود يكمل نباته فقد رعى الزرع ونماه حتى أكمل نباته فله منا الدعاء بالصحة والعافية. ولا أنسى إخواني الكرام فكل منهم له نصيب في تخليد ذكرك وكلاً على قدرته والحمد لله دائماً في المحافل والمناسبات نجدهم كما كنت تحب أن تراهم. ولا أنسى أمهاتي وأخواتي وأحفادك كلهم على طريقك يستشعرون ويسيرون فلك منا الدعاء الصادق بأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يفتح لك باباً من أبوابها وأن يجمعنا بك في مستقر رحمته من جميع أهلنا وذوينا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنه قريب مجيب الدعوات. فنم يا أبي قرير العين وإلى الملتقى في جنة الخلد بإذن الله.