** في الأسبوع الماضي تلقى نجم الكرة السعودية السابق سامي الجابر دعوة لإلقاء محاضرة في دبي خلال ورشة عمل اللاعبين المحترفين التي نظمتها هيئة دوري المحترفين بالدوري الإماراتي الأسبوع الماضي بنادي ضباط شرطة دبي. ولقي طرحه ورؤيته الفنية صدىً واسعاً فبالإضافة إلى تصدر ذلك الخبر للصفحات الرياضية في دول الخليج وعناوين البرامج الرياضية الفضائية سلط موقع الاتحاد الآسيوي الضوء على تلك المحاضرة وذكر على موقعه الرسمي أن سامي الجابر حث لاعبي كرة القدم في دول الخليج على التصعيد مهنياً ليكونوا على قدم المساواة مع نظيرتها الأوروبية، وبأنه طالب زملاءه المهنيين الاستمرار في العمل الجاد لتحقيق أحلامهم. وقال: "لاعبو كرة القدم يجب أن يكونوا فخورين بمهنتهم كما حلم لعب كرة القدم كمحترف وإن منظور بعض الناس هو أن اللاعبين في دول الخليج يفتقرون إلى الطموح، ولكن مع التفاني والانضباط والعمل الجاد يمكن أن نغير من هذا المنظور"، كما تطرق إلى الاختلافات في نمط الحياة اللاعبين في منطقة الخليج ومقارنتها مع نماذج موجودة في أوروبا. واستعرض موقع الاتحاد الآسيوي مسيرة الجابر مع المنتخب وناديه الهلال خلال الفترة الماضية. ** أسوق هذا الحديث للاستشهاد فقط، وأضيف عليه تعاقد النادي الفرنسي الشهير ذي التاريخ الطويل أوكسير مع ذلك النجم المختلف ليكون ضمن طاقمه التدريبي وقبلها تعيين قطر لسامي الجابر سفيراً لرياضتها بعد أن شارك محللاً فنياً في أشهر القنوات الرياضية المتخصصة ولأهم بطولات العالم. وبعد هذا كله لا يجد مكاناً يليق به وبتاريخه المطرز مع ناديه والمنتخب السعودي في وطنه وهو ما يعني أحد أمرين فإما أن الاماراتيين والفرنسيين والقطريين والجزيرة الرياضية وموقع الاتحاد الآسيوي لا يفهمون في كرة القدم؛ أو أن مسؤولي الرياضة لدينا لا يتطورون ولا يعملون بالمنطق بل ولا تخضع رؤاهم للاحترافية بقدر ما تؤثر عليها أمور أخرى لا تساعد على النهوض برياضة الوطن. ** لم أتحدث عن بعض الجهات الإعلامية السعودية التي لم تتطرق لتلك النجاحات المتتالية لممثل كرة القدم السعودية سامي الجابر ولم تسلط الضوء على خطواته الاحترافية المميزة والتي تمثل أنموذجا لمن يبحث عن النجاح؛ لأنه تعود على ذلك كما تعودوا هم على ذلك النهج، وركزت على مسؤولي الرياضة لأنهم من يملكون الحل والربط والقرار أياً كان نوعه بأيديهم وبانتظار إشارة منهم. والحديث عن سامي يقودنا إلى ما يتردد هذه الأيام في الوسط الرياضي حول إشرافه على تدريب الهلال الموسم المقبل وتفاوت الآراء بين مرحب ومتخوف ورافض بل إن منهم من تجاوز ذلك إلى تقديم النصح له وتخويفه من قبول المهمة أو تحفيزه لقبولها، وهو الأمر الذي أثار استغرابي فبعد تلك السنوات وبعد تجارب سامي الجابر الناجحة والمتتالية لاعباً وإدارياً ومدرباً يظهر من يشكك في خطواته الجديدة. أما رأيي ومن خلال متابعتي لتجاربه السابقة، فأي خطوة يقدم عليها تعد ناجحة بإذن الله؛ فقط اتركوه يقرر أولاً وامنحوه الوقت ثم انتظروا لتشاهدوا نجاحاً جديداً؛ لأن المثل الشعبي الذي نردده دائماً "الذيب ما يهرول عبث" التصق به أينما حل ورحل.