ان من ابرز المشاكل التي نلمسها ونحس بها من خلال واقعنا الذي نعيشه على مستوى المدن الكبرى وعلى درجة الخصوص مدينة الرياض هي ظاهرة غزو الاستراحات الترفيهية للاحياء السكنية حيث نلاحظ وجود هذه الاستراحات بشكل منتشر ومتداخل مع البيئة السكنية. عند تصميم الحي السكني او البيئة السكنية تصمم حسب اسس ومعايير ومقاييس توضع للحي السكني بحيث يمكن لهذه المجموعة من المعايير ان تكون بيئة سكنية ملائمة ومتوازية ومريحة لروادها، فعندما يحدث تغير في الاستخدامات الموضوعة سلفاً للحي السكني الى استخدامات أخرى او تداخلات في هذه الاستعمالات يفقد الحي السكني مقوماته واهدافه بحيث يصبح حياً سكنياً غير متواز ويكون هناك خلل واضح في خصائصه الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية. فمن الناحية الاجتماعية يصمم الحي السكني بكثافة سكنية مشترطة وحسب معايير سكانية خدمية يمكن من خلالها تلبية الخدمات والاحتياجات، فعدنما يتغير الاستخدام السكني الى استخدام ما يسمى بالترفيهي (استراحات) فإنه يكون هناك نقص في الكثافة السكنية وايضاً تغيير في تركيبة المجتمع المحلي للحي وتغيير ايضاً في الشكل العام للهرم السكاني، ومن هنا يقل مبدأ الترابط والتكافل الاجتماعي بين السكان حيث ان المجموعة السكنية المقسمة الى وحدات سكنية بجوار بعضها فقدت هذا المبدأ من خلال فقدانها لبعض الوحدات الى استراحات، من هنا يبدأ النقص والخلل السكاني ويقل ايضاً الامن النفسي لسكان المجموعة. ان وجود مثل هذه المظاهر والمشاكل تفقد الحي السكني مظهره العام بصرياً وتفقده دوره الوظيفي على مستوى المدينة وتفقده تركيبته المتوازنة عمرانياً واجتماعياً واقتصادياً. ان التساؤل الحقيقي لهذه المشكلة هو اين التنظيم عن هذه المشكلة التي انتشرت بشكل كبير ومقلق. فلماذا لا تسارع الجهات المعنية بوقف هذا التعدي حتى لا يصبح الامر ظاهرة يصعب التغلب عليها مستقبلاً، ولماذا لا يكون هناك معالجة للوضع الراهن بحيث يعاد الاستخدام الحالي الى ما هو مخطط له مسبقا، ويكون هناك مناطق توضع على مستوى مخطط المدينة الاستراتيجي بحيث يمكن لها ان تلبي هذا الاستخدام الترفيهي وفق ضوابط تتوافق مع عادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ.