رغم قصر مدة تولي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أميرا لمنطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائبا له، إلا أن المتتبع لتاريخ وفن الإمارة والقيادة الإدارية يجد أن الأميرين تجاوزا الطرق التقليدية الروتينية إلى تجسيد الإمارة العملية، التي لا تكتفي بتقارير ورق أو لجان أو حديث مجالس فقط، بل تأخذ من الواقع والميدان المحسوس معطيين تفاؤلا للمتابعين لهما أنهما جاءا ليكملا سيرة ونهج من سبقوهما واقعا عمليا جادا. ومن خلال علاقتي ببعض من قاموا ويقومون بمرافقة وصحبة هذين الأميرين في هذه الجولات الخيرة لمحافظات المنطقة، أدركت كأحد أبناء هذه المحافظة (حريملاء) أن سموهما لديهما تصميم حازم نابع من تاريخهما العسكري، أن يبدآ مهمتهما التي نالا خلالها ثقة القيادة الملكية، عن قرب ومن الميدان حتى تكون قراراتهما وتوجهاتهما المستقبلية لمنطقة الرياض نابعة عن معرفة حقيقية لا يشوبها تردد أو ضعف توجيه وقرار. بل سيعقبها تحديد أولويات تطوير ونماء الأمثل فالأمثل في احتياجات الناس وتطوير المنطقة. لقد علمت أن سموهما أرسلا فريقا ميدانيا سبق جولاتهما هذه التفقدية مكونا من أعضاء يمثلون إمارة المنطقة وكافة مندوبي الجهات الحكومية والخاصة وكذا أمانة المنطقة وهيئة تطوير الرياض بهدف معرفة أبرز الاحتياجات والمشاريع المتعثرة والمزمع تنفيذها وما هو مأمول لأهالي تلك المحافظات والمراكز. وفي ذلك فن القيادة والإمارة الفذة(والمرجو) وهو في ظني لم يغب عن سموهما، أن لا ينتهي هذا الجهد إلى هذا الحد، بل ان تواصل تلك اللجان الراصدة وأن تستمر المتابعة مستقبلا لما يتم لتلك الجوانب والمشاريع لضمان تنفيذها كما رغب وأمل الراجون الاستفادة منها ومايريده سموهما من تلك الجولات. أتمنى من المولى أن يعين سموهما على مواصلة الجهد والبذل والعطاء لتحقيق مايصبوان له خدمة لأهالي وأجيال المنطقة وساكنيها. * صحفي وكاتب إعلامي