رعى محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم الاربعاء الماضي حفل تخرّج 428 مهندساً ومشغلاً وفنيّاً للدورتين التأهيليتين (23) للمهندسين و(42) للمشغلين والفنيين والدورة (2) لمشغلي شركة مرافق وذلك في مقر مركز التدريب بمحطة الجبيل, بحضور نائب محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للتخطيط والتطوير الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ وعدد من المسؤولين والمختصين ومنسوبي «التحلية». د. آل الشيخ: تطوير أدواتنا سيوصلنا إلى مؤسسة تصنع المستقبل بتوثيق خبرات الحاضر وخاطب محافظ المؤسسة الخريجين في كلمة القاها بالحفل الخريجين وقال: «دخلتم حلبة السباق، والفرس الأصيلة هي من تخطف المراكز الأولى، فانطلقوا في فيافي المؤسسة واصنعوا اسماً لكم يُحفر بماء الذهب عبر الابتكار، والأفكار الخلاقة، ونقل المعرفة وتطويرها، بهدف صناعة قطرة الحياة ليس لوطنكم فحسب بل للعالم أجمع. وتابع: «أنتم تعملون في أضخم مشاريع على هذه الأرض؛ اجمعوا بين أجر الدنيا وعظيم أجر الآخرة، فأنتم تسهمون في توفير ما يبقى من على هذه الأرض حيّاً.» وزاد: «مناسبة بهيجة تذكرني بأهمية أن أُعبّر عن بالغ امتناني لوالديكم ومُربيكم فهم أصحاب الفضل والمنّة فهاهو غرسهم اليوم يرون حصاده ويفتخرون به، فحقّ عليكم أن تقبّلوا أيديهم على تربيتهم وتعبهم وسهرهم عليكم فلولاهم بعد الله ما وصلتم إلى ما وصلتم إليه. وحث آل ابراهيم الخريجين على الحرص على أخلاقيات المهنة وآدابها، والتعامل كأسرة واحدة؛ وقال:»بالقيم الراقية والأخلاق العالية تنجح كل المنظمات فلا تهملوها فتذهب ريحك». لقطة الخريجين وقال المحافظ إن السعادة التي تساورني الآن لا تقّدر بثمن؛ فأي وصف يمكن لهذا الشعور، ونحن نرى الطاقات تتوقّد لتكمل مسيرة من سبقهم، وتضع بصمتها الخاصة؛ مجددةً الدماء والماء لتمد الناس بقطرة الحياة. وأشار آل ابراهيم الى ان ستيفن كوفي قدم لنا معادلة جميلة ووصفة رائعة للنجاح في حياتنا العملية وحياتنا الشخصية مبنية على تجارب العديد من الناجحين من بقاع شتى في العالم، والتي سُمّيت بالعادات السبع للأشخاص ذوي النجاح الأعلى وشرحها ولخصها العديد من المختصين والمحبين. وقال: «إني في هذه اللحظات آثرت أن أطرقها بشكل مُختلف حتى يسهل استيعابها؛ مُستخدماً مبدأ التعلم من الخطأ قبل الصح ولعل واحد من أفضل أدوات تعلم أي شيءٍ هو أن تتعلم نقيضه!! واضاف آل ابراهيم ان السمة الغالبة في الأشخاص غير الناجحين أنهم لا يرغبون في تحمّلِ مسؤولية ما جري ويجري في حياتهم؛ يرون أنفسهم ضحية للمؤثرات التي حولهم، أياً كان مصدر هذه المؤثرات، يرون أن الآخرين هم من يتحكم في نِتَاج أعمالهم، الآخرون لا يُقدِّرون أعمالهم، ولا يمدون يد العون لهم لتحقيق النجاحات التي يصبون إليها، مُدراؤهم يمنعون عنهم الفرص والمهمات التي يرغبونها. كُلّ هذا يُؤدي إلى تكوين فرد يرغب في أن يشذ عن مُجتمعه الذي يعيش فيه؛ فردٌ تتملكه علاقة متناقضة بين الحب والعداء لمجتمعه العائلي أو الإداري أو المجتمعي أو غيره. يرى بأن قصور أدائه سببه الآخرون، ولديه الأعذار العديدة التي يستطيع أن يقدمها الواحدة تلو الأخرى حتى يُقنع نفسه ويُقنع الآخرين بأن غيره هو السبب في ما هو عليه الآن. وقد لا تستغرب أن يكون في قلبهم غِلّ على آبائهم أو معلميهم أو بعض أقرانهم وإخوتهم. البعض منهم لديه ميول تصادمية مع مجتمعاتهم وبيئتهم. باختصار بسيط حال هؤلاء هو حال من يقول أنا من يعيش في برنامج حياتي وضعه لي الآخرون!! الأمر الذي يتضمن صراحة أنهم نزعوا بأيديهم أدوات التمكين لأنفسهم بأيديهم، ليس هذا فحسب، بل إنهم يُمكنون الآخرين من التحكم فيهم وفي مُستقبلهم!! نسي هؤلاء الأشخاص أن هناك مسافة بين ما يحدث لنا ويؤثر علينا وما يجب علينا أن نستجيب لهذا الحدث. إنها مهارة أن تختار بنفسك ردة الفعل المناسبة لأي حدث يقع عليك. الخاصية الثانية لغير الناجحين هي أنهم يشرعون في البدء في أعمالهم دون معرفة واضحة لماذا هم يعملون هذا العمل أو ماذا ستؤول إليه نتيجة هذا العمل في النهاية. بمعنىً آخر، لا يضعون اهدافاً واضحة يسعون بجدية لتنفيذها. «طقها والحقها» لم يتضح لهم ما هي أهدافهم الشخصية خلال العام أو نحوه. وإن كان هناك من أهداف، فهي قصيرة المدى لا تزيد عن يوم أو أسبوع بحد أقصى. الخاصية الثالثة لغير الناجحين أنهم يُقدمون غير المهم على الأهم، ويُقدّمون المفضول على الفاضل وقد يصلون إلى مرحلة مُتقدمة من عدم تمييزهم للأولى فالأولى نظراً لأنهم يرون أنفسهم ضحية لقرارات غيرهم. جانب للحضور الخاصية الرابعة لغير الناجحين أنهم يرون أن مبدأ العلاقة مع الآخرين هو حصولهم على أعلى قدر وفائدة لذاتهم بغض النظر عن تمكن الآخرين منهم بفوائد مماثلة. بل إن البعض منهم يرى أن النجاح يتمثل في أن يكون جشعاً في حصوله على مُبتغاه دون النظر إلى حقوق الآخرين. يصل إلى مرحلة فيرى الآخرين عبر «فلتر» حقوقه ورغباته وتطلعاته هو ذاته. قد يعبرون علناً بفرحتهم لحصول الآخرين على حقوقهم وجوائزهم، إلا أنهم في قرارة أنفسهم تأكل قلوبهم الحسرة ويتألمون بسبب عدم حصولهم على ما حصل عليه الآخرون. الخاصية الخامسة لغير الناجحين أنهم يطلبون من الآخرين أن يتفهموا احتياجاتهم وحقوقهم دون حاجة منهم لتفهم احتياجات الآخرين. ولسان حالهم يقول:» ألا ترون ما أنا به من مشكلة. لا عليّ بحالكم أنتم وما أنتم فيه. انظروا إلى حالي فقط... يرون الحياة عبر روايتهم هم أنفسهم، يرون الحدث عبر منظارهم وثقافتهم. بمعنىً آخر، روايتهم ورؤيتهم للحدث هي الصحيحة لا غير.. في المقابل، فإن الناجحين يسعون أولاً لفهم الآخرين، بعد ذلك يطلبون من الآخرين فهمهم. الخاصية السادسة لغير الناجحين أنهم يرون أن قدراتهم تفوق قدرات زملائهم مُجتمعين، وينحون دوماً لتكون لهم رؤية مختلفة عن مجتمعهم، وقد يكون ذلك نتيجة أنهم يرون سلامة نظرتهم للحياة دون نظرة غيرهم، ويتفهمون احتياجاتهم فقط دون احتياجات غيرهم. فهم يرون في الفريق ضياع لحقوقهم وذوبان لشخصيتهم، ولهذا يُؤثرون العمل الفردي على الجماعي، فإن لزم الأمر انضمامهم في فريق عمل فإنهم ينحون منحى الاستقلالية في الرؤية والمهام وينسبون النجاح إليهم والفشل لغيرهم رغم كونهم جزءاً من كل. في المقابل، فإن الناجحين يسهل عليهم أن يتجانسوا ويتناغموا مع مجتمعهم وفِرق عملهم لأنهم مُقتنعون بأن قوة الفريق المُتجانس تَفُوق بمراحل قوة الفرد الواحد، ويستفيدون من قوة التنوع بين أعضاء الفريق. واختتم محافظ التحلية كلمته بالخاصية السابعة لغير الناجحين، وقال أنهم يرون أنفسهم في مقام لا يلزمهم فيه تطوير مهاراتهم، إما بسبب اعتدادهم بأنفسهم، أو بسبب عدم قناعتهم بأهمية التطوير، أو غير ذلك. في المقابل، فإن الناجحين يسعون دوماً إلى تطوير قدراتهم الذاتية باستمرار، ويُعطون أنفسهم حقها من الراحة والطمأنينة. من ناحيته، القى نائب محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للتخطيط والتطوير الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة اكد فيها ان المؤسسة تحتفل سنوياً بقطاف التعلم والتدريب، ونفخر بما نملكه من خبرات بشرية وإمكانات مادية منحتنا بعد توفيق الله الصدارة في التدريب التقني على صناعة التحلية. وقال إن السير بهذا النهج وهذه الطريقة، والاستمرار في تطوير أدواتنا ووسائلنا سيوصلنا إلى أن نكون مؤسسة متعلمة تنتج المعرفة وتصنع المستقبل بتوثيق خبرات الحاضر. وأوضح الدكتور آل الشيخ ان المؤسسة تحتفل هذا العام بتخريج (72) متدربا في الدورة 23 للمهندسين وكذلك (291) متدرباً في الدورة التأهيلية 42 للمشغلين والمساعدين الفنيين، وهذا أكبر عدد من الخريجين في دورة واحدة خلال مسيرة مركز التدريب التي ابتدأت منذ 34 سنة. وقال آل الشيخ: «وإذ نحتفل بهذه الكوكبة المتميزة من أبنائنا فإننا نعلق عليهم الآمال ليكونوا إضافة قيمة إلى رأس المال الحقيقي للمؤسسة.. المورد البشري.. قائداً موجهاً، وعقلاً مخططاً، ويدا عاملة، ولنترجم آمالنا في مبادرات رائدة لتأصيل منهجيات التعلم من خلال الشراكات مع بيوت الخبرة في مجال التدريب.. وما كان لهذا المنجز أن يتحقق بهذا الإتقان بعد توفيق الله إلا بجهود المتميزين في مركز التدريب من الجهاز الإداري والهيئة التدريبية والذين نتقدم لهم بالشكر على حسن التخطيط ودقة المتابعة وجودة العمل.. ويستحق الإشادة كذلك من يقف معهم قيادةً ومساندةً من زملائهم في الإدارة العامة للموارد البشرية. ونوه الدكتور آل الشيخ بما تتلقاه كافة قطاعات المؤسسة من محافظ المؤسسة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل ابراهيم، وقال انه يولي اهتماماً خاصا بالعاملين في المؤسسة من كل النواحي فهو أظهر من أن يذكر أو يشاد به، فله على لسان الجميع فائق مشاعر الشكر والتقدير.. وأشكر أيضا رعاة هذا الحفل الذين يشاركوننا مسيرة تنمية قطاعانا الحيوي ويثبتون دعمهم لأبناء هذا الوطن وحرصهم على مشاركتهم الفرحة والنجاح. ودعا نائب محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للتخطيط والتطوير الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ الله لزملائه الخريجين بالتوفيق في بداية حياتهم العملية، وقال: « أذكرهم ونفسي بامتثال قول الله عز وجل: (إن خير من استأجرت القويُ الأمين). الجدير بالذكر أن الحفل تضمّن عدداً من الفقرات شملت كلمة الخريجين، أعقبتها كلمة المركز والتي تجسدت عبر فيلم وثائقي تناول نشأة المركز وتطوره خلال 32 عاما مضت، حيث استعرض الفيلم مسيرة التدريب بالمركز وما تحقق من انجازات من بداية العمل بالمركز وحتى العام التدريبي المنصرم. بعد ذلك كرم محافظ المؤسسة الشركات الراعية للحفل، ورؤساء المركز السابقين وهم عبدالله بن سالم باوزير مدير مركز التدريب بجدة 1402-1407، وسويلم بن عبدالعزيز السويلم مدير مركز التدريب بالجبيل 1402– 1404) وعبدالعزيز بن عبدالله الحنطي (مدير مركز التدريب بالجبيل 1404 –1414)، و فهد بن محمد السويح (مدير مركز التدريب بالجبيل 1414 – 1423). وفي نهاية الحفل تم توزيع الجوائز والشهادات للمثاليين والمتفوقين والخريجين وفرق العمل بالمركز.