تلقيت كتاباً هدية من دارة الملك عبدالعزيز من إعدادها ومطبوعاتها بعنوان «خطب وكلمات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز». ولقد سعدت جداً بهذا الاهداء القيم الذي يضم مختارات من خطب وكلمات وتصريحات سموه في مناسبات متعددة. فكما هو معروف عن سموه انه يرتجل معظم خطبه. والكلمات والخطب المرتجلة تكون بصفة عامة صادقة وودية وتصدر من القلب بشكل عفوي ولها تأثير على المستمع أكثر من المكتوبة. وكلمات سمو الأمير سلمان دائماً فصيحة بألفاظها بليغة بمعانيها حكيمة في أهدافها تصدر من مسؤول قيادي تأصت فيه الصفات القيادية منذ أوائل شبابه تعيش في ذاكرته الأمجاد التاريخية العربية والإسلامية ويسعى إلى إعادتها وتنشئة أبنائه ومواطنيه على التمسك بها والعمل بقيمها. فنرى سموه عاشقاً للتاريخ والتراث وللشيم العربية الأصيلة يطبقها وأبرزها صفة الوفاء مع عائلته وأصدقائه والمواطنين المخلصين من أبناء البلد بل ان حرصه على الوفاء معهم يستمر مع أبنائهم من بعدهم وهذه ميزة بارزة لدى آل سعود ولعمري ذلك قمة الوفاء لأنه أصيل في طبع سموه وجاء طبعاً لا تطبعاً وجميلاً لا تجملاً فإذا كان الوفاء يمثل في شخص فإنه يتمثل بالأمير سلمان. والأمير سلمان بصفته مسؤولاً قيادياً بارزاً في الاستشارة وإدارة وصنع القرار بالمملكة منذ فترة طويلة بنى علاقات قوية مع رجال الإعلام والصحافة المحلية والعربية والدولية وكانت اجاباته المرتجلة دقيقة وعميقة فيها الحكم والعبر وسرعة البديهة حيث قل ان نجد أي إعلامي صحفي سعودي أو عربي أو أجنبي إلاّ وأنه يحرص على الالتقاء ومقابلة سموه لادراكه أنه سيحصل على مقابلة مهمة من رجل مسؤول ذي شخصية عالمية. والإعلاميون في كل بلد كعادتهم في معظم مقابلاتهم يحاولون وبشكل مفاجئ طرح أسئلة مثيرة للجدل كي يخرجوا منها بسبق صحفي وهذا شيء معتاد في طبيعة عملهم في مهنة المتاعب. ونجد ان الأمير سلمان بسرعة بديهته ولباقته حاضراً لأي نوع من هذه الأسئلة وتكون اجاباته ذكية وبليغة. إن صفات وأخلاق وشيم الأمير سلمان هذه ليست بمستغربة من ابن لزعيم تاريخي وحد البلاد وورث عنه الكثير من صفاته فتأثر بها. لقد عودتنا دارة الملك عبدالعزيز على إصداراتها القيمة؛ فالشكر الجزيل لجميع العاملين فيها على جهودهم في جمع وإصدار هذا الكتاب الثقافي الوثائقي ليصبح مرجعاً للباحثين والمؤرخين عن شخصية الأمير سلمان سائلاً الله عز وجل ان يبارك ويمد في عمر سموه الغني في العطاء، الرضي في السخاء، القادر على الوفاء. وان يديم نعمة الأمن والاستقرار في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز حفظهم الله.