تحكي سيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال السنوات الثمان الماضية إيماناً قوياً برسالة الإعلام وبدوره الهام في تطبيق رؤاه الإصلاحية والتنموية، وفي كشف التقصير في أداء الجهات الرسمية والخاصة، وعبّر عن هذا الإيمان في مناسبات عدة حيث طلب حفظه الله من الإعلام الجرأة في كشف وانتقاد كل مقصر، كما أمر أجهزة الدولة بالرد على كل انتقاد يأتيها وعدم تجاهله؛ وأدى ذلك إلى بث الثقة في نفوس الإعلاميين الذين وجدوا في خادم الحرمين الشريفين سنداً وداعماً أمام أي جهة قصّرت في أداء واجبها. ونتج عن هذه الأجواء الإعلامية الصحية ظهور عدد كبير من البرامج الحوارية السعودية أو برامج "التوك شو" التي تناقش الشأن العام بجرأة كبيرة وغير مسبوقة، وصلت في جرأتها إلى حد الانتقاد المباشر لمسؤولين وأجهزة رسمية معتبرة، إلى جانب تفاعلها اليومي مع هموم الناس وقضاياهم بكل صدق وعفوية. ويأتي برنامج "الثامنة مع داوود" للمذيع داوود الشريان والذي يبث على قناة MBC1، وبرنامج "يا هلا" على قناة روتانا خليجية للمذيع علي العلياني، كأهم هذه البرامج، وأكثرها تأثيراً ومتابعة، حيث يتناولان بشكل يومي القضايا التي يعيشها المجتمع السعودي أولاً بأول، وبلغة جريئة لا تجامل مسؤولاً ولا تحابي وزارة. ويأتي بعدهما البرنامج الأسبوعي "الرئيس" للمذيع صلاح الغيدان، وبرنامج "نوافذ" للمذيع عبدالرحمن الحسين، كتأكيد لمستوى الحرية الذي يعيشه الإعلام السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين، وتحديداً البرنامج الأخير "نوافذ" الذي يبث على قناة رسمية هي القناة الإخبارية السعودية ومع ذلك يتناول قضايا جريئة لم يكن الإعلام السعودي الحكومي ولا الخاص قادراً على طرحها قبل سنوات، مثل قضايا الغش التجاري، والعمالة السائبة، والفساد، والتستر وغيرها. لقد أصبحت هذه البرامج ذراعاً مهمة في مسيرة الإصلاح الإداري والاجتماعي التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الحكم قبل ثماني سنوات، وبات الإعلامي السعودي بفضلها عيناً للمسؤول يرى بها مكامن الخلل، ولم يكن بالإمكان الوصول إلى هذا المستوى من الجرأة والشفافية لولا الأجواء الإيجابية التي بثها خادم الحرمين الشريفين في مفاصل الإعلام السعودي والتي سمحت بظهور هذه البرامج الاجتماعية الجريئة ووضعت المذيع السعودي على قمة هرم الإعلام العربي من حيث القوة والتأثير. داوود الشريان علي العلياني عبدالرحمن الحسين