كم هي مغتبطة جامعة الجوف وهي تخرج دفعة جديدة من فلذات أكبادها وتدفع بهم إلى مراقي الطموح وفضاءات التميز، ما أجملها من لحظات وهي تشهد نضج ثمارها ونضارة أزهارها، إنها لحظة الفرح بهم ولهم، لحظة تقف عندها الحروف وربما تنطق الأعين ببعض الدموع وربما كانت الدموع أصدق إنباءً من الكلم.. فمباركٌ لك ما حصدت مباركٌ يشدو بها قلبي وليس لساني إن هذه الثلة المباركة من طلاب وطالبات جامعة الجوف الذين أنهوا مرحلة مهمة من مراحل حياتهم، وهم يستعدون الآن لخوض معركة الحياة ومصارعة أمواجها، يجب أن يدركوا أن هذا التخرج ليس نهاية المطاف بل هو مجرد إعلان للبداية. نعم، إنه إعلان البداية لرحلة جديدة من رحلات البناء والعطاء لهذا الوطن، رحلة جديدة من مراحل طلب العلم وتطوير الذات ورسم الأهداف والسعي لتحقيقها، إن الحصول على وثيقة التخرج يجب ألا يكون شهادة للتوقف عن الاستزادة من العلم والسعي إلى اكتسابه وتثبيته، بل المفترض أن يكون اللبنة الأساسية التي تبنى عليها لبنات أعظم وأهم، لينطلق الإنسان من مرحلة إلى مرحلة ومن هدف إلى آخر، يحدوه في ذلك همة لا تكل وطموح لا يني، وما أصدق أبا الطيب المتنبي حين يصف هذه الدنيا بقوله: ولا قضى احد منها لبانته ولا انقضى أرب إلا أربِ ذاك هو حال بني البشر جميعاً، غير أنهم يختلفون في تلك المآرب باختلاف هممهم وطموحاتهم، فبعضهم جاوز بها الثريا وبعضهم رضي بملامسة الثرى، وظني أن أبناءنا وبناتنا من الخريجين والخريجات هم من أرباب الطموح الذين لا يرضون بالدون ولا يقبلون سوى التميز، والله وحده أسأل أن يبارك لهم هذا النجاح وان يوفقهم لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة. * وكيل الجامعة المكلف للدراسات العليا والبحث العلمي