إن التزايد الكبير في السفر عبر العالم وعودة انبعاث وزيادة الملاريا وغيرها من الأمراض الانتانية ذات الانتشار العالمي إلى جلب القضايا المتعلقة بوقاية وتدبير المشاكل الصحية لدى المسافرين إلى عيادة كل طبيب معني بصحة الأطفال. ويقدر ان حوالي 500 مليون شخص سيعبرون الحدود الدولية كل عام. الأطباء المتدربين في الدول المتقدمة معظمهم ليسوا على اطلاع كاف بمصادر الخطر على الصحة والمعلومات المتغيرة بسرعة والمتطلبات المتعلقة بالترحال الدولي. وللأسف معظم الأطفال ولا يصبحون مرضى حتى يعودوا لأوطانهم. وقد تختلف الأخطار والحاجات ومتطلبات الأطفال المسافرين، وخاصة أولئك الذين هم أصغر من عامين عن مثيلها لدى البالغين. أولاً: التوصيات العامة.. استشارة طبية: على أهالي الأطفال المسافرين ان يطلبوا الاستشارة الطبية بشكل جيد قبل رحيلهم بفترة للحصول على تقييم واقعي للمخاطر ولتقرير وتحديد التطعيمات اللازمة والإجراءات الوقائية الكيميائية اللازمة، ولتلقي التعليمات الضرورية للتعامل مع المرض أثناء السفر. فيجب مراجعة التوصيات تلك مع طبيب قبل السفر ب 4- 6 أسابيع على الأقل لضمان جدولة وتنظيم اللقاحات والأدوية المناسبة، ويستلزم السفر مع صغار الأطفال، وخاصة الرضع اهتمامات خاصة متعلقة بالتطعيمات أو التلقيح المرض وحتى الوفيات المحتملة اللاحقة لبعض الأمراض المكتسبة أثناء السفر إلى الخارج. عادات الطعام يجب ان تتضمن النصائح العامة للأهل مناقشة عادات الطعام والشراب، هذا بسبب كون معظم المشاكل الصحية المتعلقة بالسفر تنجم عن تناول طعام أو شراب ملوثين.. ومن بين الانتانات الجرثومية التي يمكن للأطفال اكتسابها من الماء الملوث هناك: مرض الشيغلا، السالمونيلا، انتانات ايشيريشياكولي، الكوليرا، مرض الجيارديا، الاميبا، والكربتوسبوريوز. يجب ان يدرك الأهل ان استهلاك المياه المضاف إليها الكلور قد لا يكون خالياً من الخطر (مثل الجياريا، لامبليا، والاميبا). وهنا يكون كل من الماء المغلي والمشروبات الساخنة المعمولة بالماء المغلي والمشروبات المكربنة والمعلبة أو المعبأة في زجاجات هي أكثر أماناً بشكل عام. كذلك يجب تجنب المثلجات، كما لا يجب استخدام ماء الحنفية عند تنظيف الأسنان. ويكون غلي الماء والتعقيم الكيماوي بالايودين (اليود) هما الأدوات الأكثر أماناً في تعقيم المياه. ويمكن تحقيق التعقيم بالايودين باستخدام صبغة الايودين أو تترا غليس هايرومبيريوديد على شكل حبوب يمكن شراؤها واستخدامها في السفر وإذا كان الماء عكراً ومضطراً لاستخدامه، فيجب أولاً تمريره عبر قماشة نظيفة ومعاملته بضعف العدد المعتاد من الأقراص المعقمة. ويجب اعتبار كل الأطعمة النيئة (مثل الفواكه والخضروات غير المطبوخة) ملوثة. وبشكل خاص يجب على الأطفال تجنب الحليب غير المبستر، ومشتقات الحليب كالجبن واللحم أو السمك غير المطبوخ والذي يباع أحياناً على الطرقات أثناء السياحة. كما يجب الانتباه إلى ان بعض الأسماك قد تكون محتوية على سموم. لذا ننصح الأمهات بالرضاعة الطبيعية من ثدي الأم للأطفال الصغار وخاصة الذين هم أقل من 6 أشهر وان هذه الرضاعة تكفي في هذا السن بدون أي إضافات.