زمان عجيب وغريب ظهرت فيه طوائف بشرية تزعمت الفتوى بغير علم بدعاوى باطلة روجوها في المجتمع ليضلوا عباد الله بغير علم، جُهلاء القوم وشرارهم وأبعدهم عن الحق، أهدافهم واضحة جلية لكل ذي لب مهما حاولوا القول بغير ذلك، يريدون أن يُضلوا الناس كما ضلوا السبيل، ليس عندهم من العلم مثقال ذرة إلا النقل الخاطئ والتجني على العلماء، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضحاياهم كُثر ممن اغتروا بهؤلاء وما يصدرونه من فتاوى بعيدة كل البعد عن منهج الله والرسول، وأصحابه والسلف الصالح، ومن جاء بعدهم من علمائنا، وكم من شخص غُرر به من قبل هؤلاء، وأخذ بما يقولون ظناً منه أنه الحق، وهو بعيد عن ذلك، فإن لم نحارب هؤلاء وندحر دعاويهم وأباطيلهم، وما يروجون له من فتاوى باطلة، قالوا بها بغير علم إتباعاً للهوى والشيطان عظم شأنهم وصُعب دحرهم والقضاء على مزاعمهم ودعواهم وفتاواهم التي يبثونها بين الناس، وأصبحوا أهل سلطان بمساعدة الشيطان، ولتفشي الجهل، واختلط الحابل بالنابل، ولأصبحنا في حيرة من أمرنا رغم وضوح الحق من الباطل، فمتى يعود هؤلاء إلى رشدهم، ويتقوا الله في أنفسهم ومن أفتوا لهم بغير علم؟! إن أمر هؤلاء جدُ خطير، وإذا استمروا على فتاواهم الباطلة المضللة فسينشأ جيل تربى على ما هو مخالف لشرع الله، وسيكثر أعوان هؤلاء، وسيعم الجهل عند الكثير من الناس، وستعم البلوى على المجتمع الذي أصبح في حيرة من أمره، حتى أصبح أفراده لا يميزون بين الحق والباطل، ومصيبة عظيمة أن تندس هذه الشرذمة المفتية للناس بغير علم بيننا تروج الفتاوى وتنشر الدعاوى الباطلة بحجج واهية لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، ونرى الفتوى يتزعمها كل من هب ودب، الصالح والطالح، والعالم والجاهل، حتى أصبح لكل طائفة من الناس مفت يأخذون بما يقول، ومن يصدق بأن الكثير من أحكام الشريعة التي فصَّل القرآن الكريم في أمرها والسنّة النبوية، وكتب فيها علماؤنا الأجلاء فتوى بحرمتها، حُللت من قبل البعض بعد أن كانت محرمة بلا جدال!! فهل الأحكام الشرعية التي أخذناها من القرآن والسنّة تتغير بتغير الزمن كما يقول البعض؟؟!! لا أظن ذلك، وهذا حكم الله، لأن كل ما ورد فيه نص شرعي يدل على تحريمه، أو العكس ليس من حق أي شخص أن يجادل فيه لوجود الدليل، فهل يتنبه هؤلاء لذلك ويبعدوا عن إفتاء الناس بغير علم، ويتركوا هذا الأمر لأهله الذين هم أدرى بذلك منا ومنهم، إني مؤمل ذلك وراجيه، متمنياً الهداية لي وللجميع.