من المستقر عند كافة العقلاء أن حب الوطن, وصدق الانتماء إليه, والمحافظة على أمنه وحمايته, والذود عنه بالنفس والنفيس, أمر لا اختلاف فيه ولا مراء, لكونه أمراً شرعياً جلياً فطرت عليه النفوس السليمة , والعقول القويمة . . يجد الإنسان ذلك من نفسه لا يحتاج معه إلى دليل أو حجة أو برهان رغم كثرة الأدلة والحجج والبراهين على ذلك . . ومن ثم جاءت تلك المقولة البليغة : ( وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه ) . . هذه المقولة التي استوقفتني كثيراً كما استوقفت غيري من أبناء هذا الوطن الكبير الغالي الأوفياء لعمق دلالتها, وحاجة وطننا إلينا, وحاجتنا إليه في كل بقعة ووقت وحين.. كيف لا ؟ وقد أفاض علينا هذا الوطن بعد فضل الله صنوفاً من الخير والعطاء , وهيأ لأبنائه ومواطنيه تربية صالحة, وعيشة هانئة, وأمناً وطمأنينة وثقافة دينية خالصة تعلوها عقيدة إسلامية صافية لا يكاد يوجد لها مثيل على ظهر هذه المعمورة إلا في هذه البلاد الطاهرة المباركة.. ومكّن الله لشريعة الإسلام الخالدة مكاناً خصباً, وأرضاً صالحة تطبق فيه شريعة الله ويقضي فيها بحكمه.. فلا شيء يعلو على الحق والعدل.. فلا دستور إلا الشريعة ولا مصدر ولا قانون إلا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. وما هذه الزيارة التي يقوم بها أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه أمير منطقة الرياض لهذه المحافظة الوادعة والتي تمثل جزءاً غالياً من وطننا الكبير المملكة العربية السعودية حماها الله إلا خير دليل , وأكبر برهان على ما نقول .. فهذا الأمير الفذ رغم قصر المدة التي تولاها لإدارة هذه المنطقة الرائدة العريقة المهمة إلا أنه آلى على نفسه رغم كثرة ارتباطاته ومشاغله وضيق وقته أن يزور محافظات هذه المنطقة ومراكزها.. يرافقه نائبه وعضيده الأمير ذو الخلق الرفيع والتواضع الجم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله محتذياً في هذا بسنة أسلافه ممن سبقوه على إمارة هذه المنطقة وبخاصة ولي عهدنا ووزير دفاعنا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه ... ليقف بنفسه على مدى تطور ونمو هذه المحافظات والمراكز واحتياجاتها ومتطلباتها , ويلتقي بأهلها ويستمع منهم مباشرة فيدعم كل إيجابي فيها, ويوجه بتسديد كل نقص أو تقصير في مشروعاتها أو معوقات تنميتها ونهضتها في كافة المجالات العلمية والصحية والاجتماعية والأمنية والإنشائية والعمرانية والترفيهية.. وهو ما لمسناه من هذا الأمير المسدد المبارك إن شاء الله من خلال زياراته لعدد من محافظات هذه المنطقة ومراكزها .. إننا كمواطنين ومسؤولين وأعيان ووجهاء وطلاب علم في هذه المحافظة الوادعة نرحب بأميرنا الغالي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله تعالى وبصحبهما الكرام شاكرين له هذه الزيارة الميمونة ومقدرين ما يقوم به من جهود مباركة واضعين أيدينا بيده كما وضعها آباؤنا وأجدادنا من قبل وذلك في كل ما من شأنه رفعة الوطن وعزة المواطن.. راجين أن تتمخض هذه الزيارة كما عودنا سموه الكريم عن أمور إيجابية ومشاريع تنموية ومرافق خدماتية .. تنهض بهذه المحافظة وسائر مراكزها التابعة لها لا سيما وهي مدينة زراعية سياحية متميزة .. كما لا يفوتني أصالة عن نفسي ونيابة عن أسرتي وعشيرتي (آل دريويش) وجميع إخواني وأهلي في هذه المحافظة إلا أن أكرر التهنئة لسموه الكريم وسمو نائبه وفقهما الله على هذه الثقة الغالية في تعيينهما على رأس المسؤولين في هذه المنطقة والتي هما لها أهل إذ الشيء من معدنه لا يستغرب .. !! كما نكرر جميعاً الترحيب بهما والدعاء لهما بالعون والتوفيق والسداد, وأن يجعلهما خير خلف لخير سلف.. مجددين البيعة والولاء والسمع والطاعة والإخلاص لولي أمرنا وقائد مسيرتنا ورائد نهضتنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز , ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سليمان بن عبدالعزيز , وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز حفظهم الله تعالى . * رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد