كتب قبل أيام في تويتر المثقف والسياسي الكبير غسان سلامة تغريدةً تناول فيها موضوع حزب الله الذي انشغل عن الداخل ليحارب مع النظام السوري في الخارج، وهذه نقطة ضعف للحزب بل ونقطة هزيمة، إذا كان النظام السوري بهذا العجز بحيث ينادي حزباً له ميليشيا وبضعة صواريخ هزيلة من أجل إنقاذه فهذه أكبر دلالة على انهيار النظام وتضاؤل فرص نجاته من الكوارث القادمة التي تأتيه تباعاً يوماً بعد يوم. وحزب الله قلب أيامه إلى مآتم عشرات القتلى الذين يقضون نحبهم كل يوم حتى غدت المسافة بين الشام والضاحية مسافة الموت لا مسافة الحياة وهكذا هو مصير حزبٍ رهن كل حباله السياسية وكل مصيره بنظامٍ واحد يسقط إن سقط ويبقى إن بقي. لو تأملنا فإن الحزب لا يشيع القتلى بقدر ما يشيع نفسه، بل ويشيع أيديولوجيته كلها، ولأن الحزب شمولي الطابع وهزيل سياسياً ومريض فكرياً ومعتوه ذهنياً فإنه يجر نفسه إلى معركة خاسرة، معركة طواحين ليس فيها سوى الصوت، يعادي حزب الله العالم. حاول الراحل رفيق الحريري أن "يؤنسن" حزب الله ويفك حبال التوحش الإيراني والسوري عنه، دخل الحزب في المكائن السياسية وتحرك نوابه وأقطابه لكن بقيت نفس الرؤية وبقي نفس النهج لدى الحزب، عجز الحزب عن نزع سلاحه بينما كل الأحزاب نزعت أسلحتها، عجز الحزب أن يكسب أنصاراً من غير مذهبه كما فعل تيار المستقبل الذي كسب المسيحيين وغيرهم بينما تحالف الحزب مع ميشيل عون تحالفاً عادياً ربما يفض في قادم الأيام كما هي المؤشرات الحالية وعون تململ ويدري أن سوريا بمأزق حتى لو لم يسقط النظام السوري بالنسبة لسياسي مثل ميشيل عون ما قيمة أن أتحالف مع نظام سيعيش مشكلات كبيرة تزداد يوماً بعد يوم ولن تنتهي إن بقي حتى بعد عقدٍ كامل من الآن، هذا التفكير إن كان فعلاً لدى ميشيل عون فإنه سيسير بالاتجاه الصحيح. السياسي الذكي الحرباوي والمدهش بتحولاته الغريبة هو وليد جنبلاط الذي يدور مع الرياح حيث تميل ولا عجب فهو بيضة القبان في لبنان ويترأس طائفةً لا يزيد عدد أتباعها عن 300 ألف نسمة لكنه يستطيع تغيير مروحة البلد السياسية لأن نسيج الطائفة والجغرافيا التي ينتشر بها حزبه قادرة على فك معادلات وترتيب سياساتً من جديد. الفرق بين جنبلاط ونصر الله أن الأول سياسي والثاني طائفي، الأول يلعب فن الممكن والمصالح، حزب الله يلعب من أجل أيديولوجيا ومشروع يضعه المرشد الأعلى لهذا الحزب ليس بيد نصر الله، بل إن حسن نصر الله هو "الأمين العام" للحزب ووظيفة الأمين العام تنسيقية فلا بيده قرار الحرب ولا قرار السلم كل هذا تفك خيوطه وتحاك في طهران. قبل أيام نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن "جانتس" قوله: "إن إيران وحزب الله يسعيان جاهدين للمحافظة على المحور الشيعي في المنطقة وعلى نظام الأسد في سوريا ويستعدان جيداً لليوم الذي يسقط فيه نظام الأسد، وفي نفس الوقت وبشكل ملحوظ وغريب، هناك دعم وتأييد روسي وليس بسيطاً لهذا الشأن في دعم نظام الأسد". وأضاف "جانتس" خلال خطابه الذي ألقاه في المؤتمر السنوي لمعهد الأبحاث القومي في جامعة تل أبيب، "إن الجيش الإسرائيلي مستعد لما يمكن أن يحدث في أعقاب سقوط نظام الأسد، ونحن نستعد لهذا السيناريو منذ ما يقارب العام"، مضيفا "أن التهديد المركزي انتهى وبقيت إيران، وأكثر تهديد في مواجهات الجيش الإسرائيلي، هو التهديد الإيراني، حيث إن إيران مستمرة وبثقة كبيرة في استغلال الحوار الذي يجري معها، والقيام بمماطلة إستراتيجية تهدف لامتلاكها أسلحة نووية". إسرائيل تستعد لفشل حزب الله في حماية النظام السوري، لأنها حليفة بمرتبة عدو.