بان الخليل و من نهوى عن القمن ومنه حبٍ بلاج القلب قد مكن وفراق من نهتويه ان بات منتزح عنا بعيد النيا محن من المحن ما ناح نايحه او راح رايحه الا بقى القلب يسحنه الهوى سحن ولا ذكرت ليالينا التي سلفت الا بقى الجسم من ناحل البدن ولا طرى وسرى طيف يذكرني لياليٍ قد مضت في سالف الزمن ولا تجاوب قمري مفاجيه ضيم الزمان ومفجوعٍِ على شجن ولا حدا حادي الا وقلت له يا حادي العيس بالله لي عليك وغن حتى تتابع من الأجفان منتثر دمعٍ يقادي جمانٍ خانه القرن يجي بغير اختياري لا راد له ترع قد احرق حامي فيضه الوجن من صاحبٍ نازحٍ غال الوصال قصى عني قد اختلفت في هجره الظنن والله يدري بحالي لو كتمتها عن الوشاة مداراة عن الفتن فخضعت راسي لها كرهٍ علي كما تخضع رقاب العدى لقطن ابن قطن ركنٍ سنادي على الشدات مذخر الي على زمان النايبات عن ومنه قد نلت نيلٍ من حباه ومن الي فيه ظنٍ على الشدات أوي ظن زبن الدنايا الى يبست معاليها (...)الوزا حرجة الظعن(1) ومن الى ضامني دهري لجيت له (...)الخوف يلج الوعل للرعن(2) ليته يرى او درى باللي بليت به من الوشاة ومن فقد الاليف حن عرج على التالي وعسى ردته يثني على طايح بالأرض مرتهن من فوق عبلا الشوا سلم معربها اوراد معض وطيس الضرب والطعن(3) الا وراعي عطايات تاملها يوم ولو هزل منها جزلها بمن اليك اشكي أمور قد بليت بها والسد ينشر على الخلان ما يكن الحال تنبيك عن رد السؤال ولا يغبا على العرف العنوان واللحن ثم الصلاة على المختار سيدنا ما لاح برقٍ وما داج الظلام وجن الشاعر: جاء في تقديم النص (قال موافق..) ولم نجد مصدراً أورد النص غير الدخيل أو نسب نص آخر لشاعر اسمه موافق وممدوح شاعرنا هو الأمير قطن بن قطن بن قطن بن علي بن هلال بن زامل بن جبر عاش في أواخر القرن العاشر الهجري وكان يسيطر على قلعة منح وشمالي عمان وتعتبر يبرين عاصمة ملكه وفي النص دلالة على انه ممدوح الشاعر في قوله: فخضعت راسي لها كرهٍ علي كما تخضع رقاب العدى لقطن ابن قطن ويكنيه في بيت آخر بأبي منيف: وطاسة ناصعٍ صلدا مذكره وأبو منيفٍ منى ضيف الشتا قطن ويتفق ذلك مع أبيات للشاعر محمد العليمي الذي امتدح قطن وذكر اسمه وكنيته فيها بتفصيل أكثر: قطن ابن قطن ابن النخي قطن ولد علي نجيب الجد والخالي وقوله : وهذا اطرف عطايا ابو منيف مجوز علثة المتعلثينا ومن معرفة زمن ممدوح الشاعر يكون شاعرنا موافق من أهل القرن العاشر الهجري. مناسبة النص: جاء في تقديم النص (مما قال موافق في بنت عمه ويمدح قطن ويشكي له). دراسة النص: ورد النص في مصدر وحيد هو (كتاب البحث عن أعراب نجد وعما يتعلق بها لسليمان الدخيل) وبلغ عدد أبياته ثمانية وعشرين بيتاً ولاشك أن الدخيل ينقل عن مصدر مطوٍ لم نصل إليه حتى اليوم ولذلك يترك فراغاً عن المفردات غير الواضحة الرسم، كما يظهر من لغة النص أن الشاعر ذا علم ومعرفة بالفصيح ولذلك نجد أن هناك أبياتاً لا يستقيم وزنها إلا بنطقها فصيحة وأعتقد أن الشاعر حاول استعراض مهارته في نظم الفصيح ليبين علمه اللغوي فجاء النص هجيناً بدأه بالشكوى من فراق الحبيب وقد بعدت به الديار وكيف أنه لا يزال يذكره ويعتصره الألم لذكراه في كل وقت وانه عندما يستمع إلى حادٍ قد رفع صوته بالغناء إلا طلب منه مواصلة ذلك فتتساقط دموعه الحارة وكأنها حبات الجمان المنفرط من العقد على خديه وتشبيه الدموع بالجمان إشارة لمخالطة الدموع بالدم ثم يؤكد أنه لا يعلم بسره سوى الله ولم يطلع الوشاة عليه حتى لا يخضع برأسه لهم كما تخضع رؤوس الأعداء لقطن وهذا مولج جميل لمدح قطن بن قطن الذي يقصده الشاعر عندما تشتد عليه الظروف فيجده عند ظنه فيه وهو الكريم المعطاء والفارس الذي يحمي مؤخرة جيشه من الأعداء ويدفعهم عن المصابين ثم يصف قطن وهو على فرسه الضامر القوي الذي يدخل به في صفوف الأعداء عندما يحمى وطيس الضرب والطعان ويصف الفرس وجريها وعليها قطن وأسلحته من السيف والرمح الطويل ثم يخاطب قطن بأنه يشكو إليه ما أصابه ويفضي إليه بسره لكونه خلاً وفياً وان مشاهدة حالة الشاعر تكفي عن شرح معاناته. تحقيق بعض الأبيات: مشكلة بعض نساخ المخطوطات أن ما لا يعرف قراءته يتركه فراغ ولو رسمه كما هو لسهل على غيره معرفته وفي هذا النص مثالان على ذلك سنحاول أن نستكمل المفردة الناقصة كما يلي: 1-نلاحظ الشطر الأول في البيت صحيح (زبن الدنايا الى يبست معاليها) وهو على طرق الهجيني (بحرالبسيط) مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعل،بينما الشطر الثاني جاء هكذا(...الوزا حرجة الظعن) فهناك مفردات ساقطه من الشطر لم ينسخها الناسخ لكونها غير واضحة او ساقطة في الأصل المنسوخ عنه، لذا نركز على السياق المعنوي للشطر فالشاعر يستكمل ذكر الممدوح بالشجاعة ويذكر حالة الظعن من الضيق وعادة يكون عند حالة الهجوم عليه من الأعداء وبالتالي يقتضي السياق المعنوي ان الممدوح ينهي ذلك الضيق ويدافع عنه إذ يستكمل الشطر بما يكون موضحاً لهذا المعنى وكذلك مستقيم وزنا وبالتالي يرجح لدي أن الشطر الصحيح هو (ويفك يوم الوزا حرجة الظعن) . 2-نجد أن الشطر الأول (ومن الى ضامني دهري لجيت له) وهو صحيح معنى ومبنى،أما الشطر الثاني فقد سقطت منه مفردات وبالتالي نعتمد على السياق المعنوي للبيت لمعرفة المفردات، فنلاحظ قول الشاعر(...الخوف يلج الوعل للرعن) فقد ذكر الخوف وان الوعل يلجأ إلى رأس الجبل من الخوف، إذاً الشاعر يشبه نفسه بالوعل الخائف ويشبه الممدوح بالجبل الذي يلجأ إليه، فتكون المفردات المكملة للمعنى والمستقيمة وزنا (كما من الخوف يلج الوعل للرعن( وبهذا يستكمل معنى الأبيات ولو أن الناسخ الأول رسم الكلمات غير المفهومة بالنسبة له لكفانا الكثير من العناء ثم من الخطأ ان بعض الباحثين إذا وجد بعض أبيات النص غير مكتملة الاشطر تجاهلها ولم يدونها فهذا أشد ممن تجاهل المفردات. 3-هناك أبيات في النص لم أوردها لكونها غير واضحة في المخطوط وقمت بتحقيقها ولذلك سأنشرها في وقتها.