أمر مسؤول رفيع في العائلة المالكة البريطانية بإخضاع الأمير هاري لكشف طبي سرِّي يرمي إلى فحص حمضه النووي، وذلك للتعرف على حقيقة والده الفعلي - بيد أن نتيجة الفحص ظلت طي الكتمان، وأحيطت بسياج منيع من السرية لعدة سنوات. فقد صدرت الأوامر من المسؤول الملكي - والذي ربما كان الأمير فيليب زوج الملكة - إلى الأميرة ديانا لفحص دم ابنها الأصغر عندما تسربت أنباء عن وجود علاقة غرامية تربطها مع ضابط الجيش الأنيق جيمس هيويت. جاء ذلك في كتاب جديد مثير ومروِّع في آن معاً، اسم «ديانا الكلمة الأخيرة (Diana: The Last Word)». وتقول مؤلفة الكتاب سيمون سايمونز، وهي صديقة حميمة للأميرة ديانا ومؤتمنة على أسرارها، إنها رأت رأي العين الخطاب المنسوخ على الآلة الكاتبة، والذي يحتوي على طلب إجراء الفحص. وتشير تقارير صحفية إلى أن الخطاب صدر في نوفمبر 1995م إثر ظهور ديانا على شاشة التلفاز البريطاني في برنامج مع المذيع التلفازي مارتن باشير، والذي كان شخصية رئيسية في محاكمة مايكل جاكسون، حيث برَّأت ديانا ساحتها فيما يتصل بعلاقتها الغرامية مع هيويت. وأدلت سيمون بتصريحات صحفية لجريدة ذي صن اللندنية قالت فيها إن ديانا كانت تحتفظ بجميع خطاباتها ورسائلها في ملف منمَّق ضخم، خصَّصت طبقة منه للأمير فيليب، وأخرى للأمير تشارلز، والبقية الباقية لبقية أفراد العائلة المالكة. وقد تحدثت سيمون قائلة: «قمنا باستعراض الخطابات والاطلاع عليها في محاولة لتحليل خط اليد». وأضافت تقول إن الأميرة ديانا عندما رأت الخطاب المشتمل على طلب إجراء الفحص قالت: «انظري إلى هذا الخطاب!». لقد تم أخذ عينات من دم ويليام وهاري على حد سواء، بيد أن سيمون أفادت بأن الأميرة ديانا لم تخبر طفليها بالدواعي التي استوجبت إخضاعهما لفحص الدم. وتشير صحيفة ذي صن إلى أنه يسود اعتقاد بأن الفحص أثبت أن أمير ويلز هو بالفعل الأب الحقيقي للأمير هاري، ولكن مصادر أخرى لا تصدق ذلك لحظة واحدة. ففي هذا السياق، أدلى مصدر مطلع على الشؤون الملكية بدلوه قائلاً: «إن الشائعات حول أبوَّة هيويت للأمير هاري لن تتوقف». وأردف المصدر قائلاً: «لو أن العائلة المالكة كانت تمتلك أي دليل على أن تشارلز هو الأب الحقيقي للأمير هاري، لقامت بتسريب ذلك الدليل عبر قنواتها الصحفية الخاصة لقطع دابر الشائعات ووأدها في مهدها واستئصال شأفتها، بل ودفنها الى الأبد. وينبغي عليهم نشر المعلومات على الأقل لأجل هاري، وفي سبيل مصلحته (...)، ولعل من نافلة القول إن نتائج فحص الحمض النووي تعني أنهم متورطون في عملية تستر - ذلك أن الهمس واللغط الذي يدور إزاء القصر الملكي يتمحور حول أن النتائج محرجة ومربكة إلى حد بعيد لأنها تدل على أن تشارلز ليس هو الأب الحقيقي للأمير هاري، وأن هيويت هو (والده الفعلي)!. علاوة على ما تقدم، تفيد سيمون أيضاً بأن ديانا كانت تصر على أنها لم تقابل هيويت إطلاقاً قبل ولادة هاري، وكانت تقول: «إذا تمعَّن الناس جيداً في التواريخ، سوف يرون أن الأمر لا علاقة له البتِّة بموضوع هيويت». بيد أن التواريخ تبدو بكل حال متنافية ومتجافية مع هذه الإفادة الدفاعية - ذلك أن الرقيب الراحل رونالد لويس، المسؤول السابق عن أمتعه وعفش الأمير تشارلز، أكد في كتاب «ديانا: أسرار وترهات» بقلم نيكولاس دافيس أن هيويت درج على زيارة أميرة ويلز في شقتها بقصر كنسينغتون بصفة منتظمة في عامي 1983م و1984م. ولد هاري في شهر سبتمبر من عام 1984م. ومن الواضح أن تشارلز، والذي أخذ علماً بزيارات هيويت، كان منزعجاً من هيئة المولود الجديد ومظهره العام، حتى أنه قال في هذا الصدد: «إن شعره أشقر». أما دافيز، فقد تحدث قائلاً: «إن الأمير تشارلز كان يتمنى أن لا يحمل المولود الجديد أيَّ وجه شبه بهيويت لعلمه بأنه قد يكون هنالك بصيص أمل أن المولود قد يكون ابنه». ولئن كان الأمير تشارلز قد اعترف في وقت لاحق بأن من المؤلم غاية الألم أن يعتقد أن زوجته أنجبت طفلاً من رجل آخر وتظاهرت بأنه ابنه، فإن المصدر المطلع على الشؤون الملكية صرَّح قائلاً: «بفضل نتيجة فحص الحمض النووي، أصبح تشارلز على علم بكل التفاصيل فيما يتعلق بمسألة أبوة الأمير هاري - بيد أنه آثر أن يتستر تماماً على حقيقة الأمر».