سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د.العسكر: «مجتمع المعرفة» يحصد ثمار أبحاثه لتحقيق تنمية مستدامة منتدى الشراكة بجامعة الإمام يقدم تجارب دولية رائدة في مجال التبادل المعرفي لدعم البحث العلمي
سعت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى تعزيز قدراتها في مجال التبادل المعرفي من خلال البحث العلمي، حيث أطلقت عمادة البحث العلمي بالجامعة العديد من المبادرات التي تدعم تبادل الخبرات البحثية مع الجامعات والمؤسسات البحثية الرائدة، ومن أهم هذه المبادرات تنظيم منتدى الشراكة المجتمعية في مجال البحث العلمي، الذي عقد منه دورتان، الأولى كانت عام 1430ه، فيما عقدت الثانية حول موضوع صناعة البحث العلمي عام 1432ه. ونظمت العمادة أمس الاثنين الدورة الثالثة للمنتدى حول موضوع البحث العلمي والتبادل المعرفي، بالتعاون بين وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ووكالة الجامعة للتبادل المعرفي والتواصل الدولي. وبيّن "أ.د.فهد بن عبدالعزيز العسكر" -عميد البحث العلمي بجامعة الإمام وأمين كراسي البحث العلمي ورئيس اللجنة التنفيذية للمنتدى- أنّ هذا المنتدى هو أحد أهم المبادرات العلمية التي تنتهجها الجامعة لتعزيز صلاتها بالقطاعات البحثية والصناعية والخدمية داخل المملكة وخارجها. وقال في حوار ل"الرياض" إنّه تم إطلاق مبادرات علمية لتعزيز الانتشار المعرفي للجامعة، منها برنامج النشر العالمي، الذي يقوّي حضور باحثي الجامعة في أوعية النشر العالمية، بالإضافة إلى المشروع العملاق الذي تسعى الجامعة من خلاله لإنشاء شبكة نشر إلكترونية عالمية لرصد وتصنيف الأوعية العلمية الصادرة باللغة العربية، وفيما يلي نص الحوار: ساحة حوار * بداية حدثنا عن منتدى الشراكة المجتمعية في مجال البحث العلمي؟ - يمثل منتدى الشراكة إحدى أهم الآليات الفاعلة لتجسير الهوة بين الجامعة والمؤسسات الحكومية، وقطاعات الأعمال، والمؤسسات غير الربحية، فمن خلال المنتدى تتيح الجامعة ساحةً للحوار والنقاش حول العديد من القضايا الملحة، التي تعني الباحثين والمهتمين بقضايا البحث العلمي، بما يدفع نحو تطوير هذا المجال، وهو توجه درجت عليه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية منذ أكثر من أربع سنوات، حيث تُنظم الجامعة هذا المنتدى بشكل دوري كل عامين، وبدأ ذلك عام 1430ه، حينما تشرفت الجامعة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- للمنتدى الأول، كما رعى -رحمه الله- المنتدى الثاني في عام 1432ه، وكان تحت عنوان "صناعة البحث العلمي في المملكة العربية السعودية"، وشرّف حفل افتتاحه معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري. تبادل معرفي * لماذا اخترتم "البحث العلمي والتبادل المعرفي" ليكون عنواناً لهذه الدورة من المنتدى؟ - يعود تخصيص هذه الدورة من المنتدى لتناول العلاقة بين البحث العلمي والتبادل المعرفي إلى أهمية العلاقة بين هذين الجانبين، فقد أدركت الدول المتقدمة أهمية التبادل المعرفي، ووعت انعكاساته، على القطاعات البحثية والخدمية والصناعية على حد سواء، فتبادل المعارف النظرية والخبرات التطبيقية يسهم في تطور معطيات كافة الفعاليات؛ مما دفع الدول لتطوير قدرات باحثيها عبر إشراكهم في إعداد الدراسات والنشر العلمي مع باحثين في الدول المتقدمة. وأشارت إحصاءات شركة "تومسون رويترز" إلى أنّ الباحثين اليابانيين قد أنجزوا خلال المدة 2004-2009م أكثر من (120,000) مشروع بحثي بمشاركة باحثين من (10) دول، وتشير الإحصاءات ذاتها إلى أنّ الباحثين الروس والأستراليين قد أنجز كل منهم خلال الفترة 2004–2008م أكثر من(60,000) مشروع بحثي بمشاركة باحثين ينتمون إلى (14) دولة في مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أنجز الباحثون البرازيليون خلال الفترة ذاتها أكثر من(40,000) مشروع بحثي بمشاركة باحثين من (14) دولة على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويتيح سعي الجامعات إلى تعزيز قدراتها في مجال التبادل المعرفي فرصاً مواتية لمنسوبيها للإسهام في دعم المعرفة العلمية، وخدمة البشرية، وتعزيز مكانة الجامعات والدول التي ينتمي إليها الباحثون، وإبراز دورها الريادي، من خلال تعاونهم مع الباحثين والمؤسسات في مختلف دول العالم. وحدات متخصصة * ماذا عن عناية الجامعات السعودية بالتبادل المعرفي؟ - انطلاقاً من الوعي بالحقائق السابقة عنيت الجامعات السعودية بالتبادل المعرفي، حيث سعت هذه الجامعات إلى تعزيز علاقاتها المحلية والدولية، وبادرت العديد منها إلى إنشاء وحدات متخصصة في التبادل المعرفي، تضم وكالات وإدارات متخصصة في هذا المجال، وكان منها وكالة التبادل المعرفي والتواصل الدولي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. «برنامج النشر» يعزز حضور باحثي الجامعة في أوعية النشر عالمياً.. وإنشاء شبكة نشر إلكترونية تجسيد التعاون * ما أهمية المنتدى فيما يتعلق بالتبادل المعرفي؟ - لقد تبلورت الحاجة إلى تقويم ما تم من خطوات في مجال تعزيز التبادل المعرفي بين الجامعات ومراكز الأبحاث والمجتمع المحلي في المملكة، وكذلك بين الجامعات السعودية ونظيراتها الدولية؛ ولذا يسعى المنتدى إلى التأكّد من مدى الإفادة مما تم في مجال التبادل المعرفي، لتعزيز بيئة البحث العلمي والإفادة من معطياته لتحقيق التنمية المستدامة في المملكة، وتمكين العلماء والباحثين في الجامعات ومراكز الأبحاث السعودية من الإسهام في الحضارة الإنسانية. ولعل أحد أهم جوانب قوة المنتدى في دورته هذه؛ أن يجسّد التعاون المنتظر بين وكالات الجامعة ووحداتها المختلفة، حيث ينظم بالتعاون بين وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ووكالة الجامعة للتبادل المعرفي والتواصل الدولي. فرصة للنقاش * ما هي الأهداف المرجو تحقيقها من المنتدى؟ - يستهدف المنتدى التعرف على مكانة البحث العلمي بين آليات التبادل المعرفي بين الجامعات والمراكز البحثية ومجتمعاتها المحلية والدولية، إضافةً إلى تقويم واقع إسهام البحث العلمي في التبادل المعرفي بين الجامعات ومراكز الأبحاث السعودية والمجتمع المحلي في المملكة، وكذلك توفير فرصة للنقاش وتبادل الخبرات حول دور المبادرات التي أطلقتها الجامعات السعودية، بإنشاء وحدات متخصصة للتبادل المعرفي ودور هذه المبادرات في دعم البحث العلمي في المملكة، وإتاحة المجال أمام المسؤولين والمهتمين للتعرف على عدد من التجارب الدولية والإقليمية الرائدة في مجال التبادل المعرفي، من خلال البحث العلمي بين الجامعات والمراكز البحثية ومجتمعاتها المحلية والدولية. تسخير المعطيات * كيف تصف العلاقة بين البحث العلمي والتبادل المعرفي؟ - العلاقة بينهما وثيقة، حيث يعدّ البناء على نتائج البحوث والدراسات العلمية التي تعدها الجامعات والمراكز العلمية أهم آليات التبادل المعرفي بين هذه المؤسسات وأوساطهما المهنية والصناعية، ومن أبرز مقومات مجتمع المعرفة، بل إنّ التبادل المعرفي بين مراكز البحث والصناعة يعدّ أمراً ضرورياً لنجاح الجانبين، وتسخير معطياتهما لإفادة مجتمعاتهما المحلية والدولية. تفعيل الشراكة * وما هي المقومات برأيكم؟ - تتمثل أهم المقومات اللازمة لدعم قدرة الجامعات ومراكز البحوث في مجال التبادل المعرفي في إنشاء الوحدات والمراكز البحثية البينية والتخصصية، القادرة على إنتاج البحوث العلمية المتميزة التي تعزز القدرات المعرفية للجامعات، وكذلك استقطاب العلماء والباحثين المتميزين عبر العالم، وتطوير الشبكات الفاعلة للتواصل العلمي بين الباحثين داخل الجامعات وخارجها، إضافةً إلى تفعيل مفهوم الشراكة المجتمعية، بين الجامعات والقطاعات الخدمية والصناعية، من خلال إنشاء المراكز البحثية والكراسي العلمية والمراكز البحثية المشتركة، القادرة على تلبية الحاجات البحثية التخصصية للقطاعات الخدمية والصناعية، إلى جانب استثمار المؤسسات الصناعية في الأودية التقنية التي تنشئها الجامعات، عبر إنشاء الشركات وحاضنات الأعمال. كما يمكن تعزيز التبادل المعرفي بين الجامعات والمؤسسات الخدمية والصناعية عبر إعارة أساتذة الجامعات وباحثيها للعمل في القطاعات الخدمية والصناعية، وإفادة الجامعات في الوقت نفسه من خبراء هذه القطاعات في دعم عملياتها البحثية والتعليمية، وفي تعزيز قدراتها التدريبية، وتطوير منافذ النشر العلمي للارتقاء بها لمواكبة المعايير العالمية، وتشجيع الباحثين على النشر في الأوعية العالمية ذات معاملات التأثير العالية، وكذلك تعزيز برامج الدراسات العليا، والإفادة من طلابها في دعم حركة البحث العلمي، إلى جانب استقطاب الطلاب الأجانب عبر المنح الدراسية، وتعزيز الحضور الدولي للجامعات عبر إنشاء المراكز البحثية المشتركة مع الجامعات والمراكز المتقدمة، وتكوين الفرق البحثية العالمية، وتنظيم الفعاليات العلمية ذات الطابع الدولي، وتهيئة السبل المعينة لمنسوبي الجامعات من الباحثين للمشاركة في الفعاليات العلمية الدولية، بما يدعم قدراتهم المعرفية. عراقة وشمولية * إلى ماذا ترجعون قدرة البحث العلمي على الإسهام في مجال التبادل المعرفي في الجامعة؟ - أعزوه إلى عدة اعتبارات أهمها: عراقة الجامعة وأسبقيتها في إنشاء برامج الدراسات العليا، وشمولها للعديد من التخصصات العلمية، إلى جانب عدم اقتصار هذه البرامج على الطلاب السعوديين، بل تشمل أعداداً كبيرة من العالم الإسلامي، ويمكن أن نستنتج من استقراء مسيرة الدراسات العليا في مجالات تخصص الجامعة الرئيسة، وما يرتبط بها من تخصصات أخرى أتاحت الجامعة فيها برامج للدراسات للعليا، وتمكنت الجامعة عبر هذه البرامج من تعزيز مكانتها كمنتج للمعرفة، وتهيأ لها عبر تخريج آلاف الطلاب من أبناء المملكة والعالم الإسلامي، الذين تمكنوا من إنتاج رسائل وأبحاث علمية توافرت على أبعاد معرفية ذات أصالة وجدة أسهمت في إثراء مجتمعاتهم، وعززت فرص انتشار المعرفة التي يتوافر عليها النظام التعليمي للجامعة بكافة مكوناته. نشر عالمي * هذا المنتدى السنوي لم يعد لوحده أهم المبادرات العلمية التي تنتهجها جامعة الإمام، ماذا عن البرامج الأخرى؟ - نعم، حرصت عمادة البحث العلمي على تقديم أكثر من مبادرة علمية، فلدينا برنامج النشر العلمي العالمي، وهو أحد أهم المقاييس المستخدمة لتقدير مستوى النتاج العلمي، على المستوى الدولي، حيث أصبحت المعرفة ذات صبغة عالمية بفضل استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات التي سهلت التواصل بين العلماء والباحثين بغض النظر عن الحواجز الجغرافية، ويقصد به نشر النتاج العلمي في المجلات العلمية المصنفة في قواعد البيانات الأكاديمية العالمية، التي من أهمها شبكة المعرفة وشبكة العلوم التابعتين لشركة "تومسون رويترز"، والتي تدرج فيهما المجلات بناءً على مدى التزامها بالمعايير العلمية التي حددتها الشبكة، وتقوَّم وفقاً لسمعتها العلمية، بناءً على معامل التأثير. ويحظى النشر العلمي العالمي بأهمية خاصة لاعتبارات عديدة من أهمها: أنّه يعدّ حصيلةً لبحوث يمكن أن تمتد ثمارها لتشمل نطاقات جغرافية واسعة عالمياً، وفي الوقت ذاته قد تطرح هذه البحوث العديد من التساؤلات والملحوظات التي تمثل منطلقاً لدراسات لاحقة. كما يسهم في تعزيز حضور الجامعات دولياً، وحصولها على الاعتراف بشكل أوسع، حيث أصبح من المتعارف عليه ارتباط سمعة الجامعات على المستوى الدولي بكم الأعمال العلمية المنشورة من قبل باحثيها في المجلات العلمية المتقدمة، وعدد مرات إشارات الآخرين إلى أعمال هؤلاء الباحثين، والاستشهاد بها، أو الاقتباس منها، ولعل في هذا ما ينعكس إيجاباً على قيمة الدول التي تنتمي إليها هذه الجامعات. حوافز للتميّز * ماذا قدمت الجامعة لتحفيز الباحثين للنشر المتميز؟ - تم إقرار مشروع خاص في هذا التوجه ضمن برنامج النشر العالمي بمسمى "تنظيمات حوافز التميز في مجال النشر العالمي"، وتستهدف هذه التنظيمات التقدير المادي والمهني لجهود من يتمكنون من أعضاء هيئة التدريس ومن في حكمهم والباحثين من منسوبي الجامعة من إنتاج أعمال علمية ذات تأثير عالمي في مجال تخصصها، يمكن نشرها في إحدى المجلات المصنفة في قاعدة بيانات شبكة العلوم التابعة لشركة "تومسون رويترز" أو المدرجة في شبكة المعرفة التابعة للشركة نفسها. أ.د.العسكر متحدثاً للزميل طلحة الأنصاري "عدسة- حاتم عمر"